أقلامهم

لا أمل إلا بمنظومة فيدرالية للفكاك من حلم الملالي .. أسامة الطاحوس يكتب عن الثورة السادسة

اسامة الطاحوس 

الثورة السادسة

قد نضع اليوم مسمى السياسة السادية كمصطلح جديد يتمثل في تصرفات بعض الدول العبثية، فمع بزوغ شمس الثورة الفارسية أو الملالية في إيران، لا تنفك هذه الثورة من إثارة الاشمئزاز العالمي من طريقة تحرشاتها وتصريحاتها السادية الشاذة التي لا تريد من ورائها سوى حشد الجبهة الداخلية المتضعضعة بدعوى جنون ما يسمى تصدير الثورة، وعقدة الشيطان الأكبر والأصغر. وحتى لا نكون متجنين على الجارة، فإن التاريخ لا يعيد نفسه فقط ويشهد بل ويوضح معالم الفكر السائد في هذه الدولة، فتحرشات الملالي لم تتم عند الوصول لسلطة بل كانت منذ أن كانوا بباريس بحسب ما ذكره «هايرو» في كتابه الحرب الأطول، فعندما سألوا القائد الروحي لايران عن أسماء أعدائه فصرح بكل وضوح « الشاه، وبعد ذلك الشيطان الأميركي، ثم صدام حسين وحزبه حزب البعث الكافر».. فهل هذا يعد تحرشا أم فتوى عادية في وقتها؟ وزد تفسيرا لذلك بعد تسلم الملالي للسلطة بقول خلخالي في شأن تصدير الثورة «لقد اتخذنا طريق الإسلام الحقيقي»، والحقيقة اننا نعتبره العائق ـ أي المقبور صدام ـ لتقدم الإسلام في المنطقة»! أي أننا يا دول المنطقة في الأصل غير مسلمين والملالي سيهدوننا فنهجهم بكلامهم تكفيري، واضح المعالم، في كثير من أدبيات الثورة، والاحداث والشواهد كثيرة بتحرش الملالي بداية من نقض معاهدة الجزائر، والإصرار أيضا على احتلال الجزر الاماراتية الثلاث، فكل هذا التاريخ الأسود من التحرشات واثارة الحروب، ونقض المعاهدات والمواثيق، ألا يثير ريبتنا نحن يا دول الخليج هذا النظام؟

إن الجارة التي يطالبنا البعض بحسن الظن بها وبناء علاقات الثقة ظنت في نفسها واهمة أنها قبلة الشيعة ومناصهم الأخير، بوضع الهالة الدينية أمام أعينهم حتى يأتوها ملبين كلما نادتهم كما حدث في عام1980، ولكن هيهات للتاريخ أن يعود.

فقد رأينا من هذا النظام ما يكفي وفعله بأهل بلده فكيف سيفعل بمن سيأتي ضيفا على بلد؟ بل وما حال شعبه الذي يتضور جوعا وهو يبعث بأموالهم وحقوقهم من أجل دعم الميليشيات واثارة النزعات، وتقويض عمليات السلام، كما صرح بعضهم وكتب على الجدران بعد اتفاقية الطائف ووقف الحرب الأهلية اللبنانية عبارة «سننتقم من الوهابية، لن تمر هذه الجريمة دون عقاب» والسؤال هل هؤلاء يحبون استقرار لبنان؟ بل والسؤال الأعظم عقاب من؟ دول الخليج كيف نضمن يوما أن هؤلاء الملالي لا يصدرون فتاوى تكفيرنا حتى يشغلوها حربا ويزيحوننا؟ أسئلة لا لحسن الظن مكان لها بل إجابتها تقول الحذر. فنظام الملالي اكتشف أن الوسيلة المثلى لتصدير الثورة دون إراقة الدم اللاري، هي بدعم الميليشيات وأذنابها في المنطقة كما حدث في العراق ولبنان والخليج، فهمها الأول تصدير الثورة، وزعزعة المنطقة لتجد مدخلا لتأسيس حكومات موالية لها، في نهج توسعي لا يختلف بالفكرة عن النظام العراقي البائد، خصوصا وقد رأت الطريق في هذا الوقت ممهد لها.

إننا اليوم يجب أن نصارح أنفسنا فلا طاقة لنا من حيث العدد أو العتاد لمواجهة هذا النظام المختل إلا من خلال كونفيدرالية خليجية لها وزنها العسكري والخارجي والاقتصادي المقابل لها، وليضع اصحاب القرار نصب أعينهم ما هم به مؤتمنون، فوالله لو تحقق حلم الملالي لكان مكان كل «عمود انارة» مشنقة لمن يخالف فكرهم السادي. فالحذر كل الحذر فإنهم قوم لا يؤتمنون.