أقلامهم

حليما ضيعت لغتنا .. دينا العيسى

دينا العيسى


حليما .. وهقتينا


لغتنا أصيلة تتمتع بمواصفات لا تتوافر لأي لغة أخرى


كيف ننقذ لغتنا العربية الجميلة من كل عمليات التجميل المزيفة ونردها الى عنفوان شبابها وجمالها الساحر الذي حير الشرق والغرب، لغتنا الأصيلة تتمع كالفرس الأصيل بمواصفات خاصة اذ لايمكن لمحاولات الهجن ان تنجب سلالة عربية ذات عيون كحيلة وأعناق طويلة وسواد لونه بصبغة ليال شتوية، ان قرآناها قرآنا سبحنا بحمد من صنعها إعجازا لغويا وان نظم الشاعر أبياتا انتشينا لحروفها التي تصنع أحاسيس قوية تارة وخيالا تارة اخرى وسحر الكلام الوردي، وان التهمنا ماكتب القصاصون والروائيون أبحرنا في أشرعة سفنهم العالمية، وان تحدثناها حروفا وكلاما أنصت العالم لموسيقا تنساب بعذوبة دون حاجة لسلم او نوتة موسيقية.


اليوم البعض يحسب ان التحضر والتمدن هو ان ننطلق برطانة لاهي عربية ولا هي انجليزية. الام الكويتية تتحدث مع أطفالها عربي مكسر باسم المدنية ثم تحزن اخر الشهر من تقارير المدرسة الشهرية، اذاعة الـBBC تتحدث لغة عربية فصحي اكثر من اذاعاتنا الرسمية والمحلية!! شبابنا وفتياتنا لاينطقون جملة واحدة مفيدة. كلامهم لا فيه طعم ولا لون كلهم أصبحوا حليما. كانت الفتاة تقول أنا رايحة اصبحت تقول أنا رايحا وحاطا وماشيا وماكلا وشاربا ودارسا ونايما بدلا من ماشية وشاربة وماكلة ودارسة ونايمة كله بالمد وكأنهم جميعا يايين من باب الحارة، المشكلة ان العدوى انتقلت للشباب فصاروا يقولون مرا ويلا وعاجبنا وكيفنا واذا مو عاجبكم طقوا رأسكم بالطوفا حتى مؤسساتنا الوطنية وقعت في نفس المطب تمشيا مع العولمة واستجابة واستمالة لشباب معظم اعلاناتهم لغتها ركيكة هذا ان لم تكن بأحرف انجليزية اوبتلك اللغه المشوهة انجليزي لفظا وعربي كتابة مثل (انجليش) او عربي مكتوب بأحرف انجليزية مثل (madry) يعني –ماادري – هذا غير عملية استخدام الاعداد كاحرف 7 يعني ح و3 يعني ع وهلم جرا حتى أنا كاتبة السطور انجرفت مع الموجة حتى لا اغرد خارج السرب!! بل أسماء المحلات والمطاعم كلها بلغة العولمة (انجليزي) وفي عقر دارنا وبرضانا ومباركتنا مع انني لم أر اسما عربيا في بلاد الايانب يبدو لي اننا بحاجة لمنقذ على غرار سيبويه او لجنة انقاذ عربية لغوية على الاقل تنتشل أداة تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا وتمد طوق النجاة وتحلي لغتنا في اعيننا وتمنحنا اعتزازا وفخرا بالانتماء إليها على الاقل حتى يرتاح اللسان من كثرة الاعوجاج، حليما تراك وهقتينا ليتك تنقذينا، وليت فزعتنا للغتنا تأخذ حيزاً جدياً مثلما تحركت قوات درع الجزيرة وبيضت وجوهنا في البحرين.


إن شاء الله تتحرك لجنة إنقاذ لغتنا العربية وتوحّد دول مجلس التعاون الخليجي.