أقلامهم

من يرفض الديمقراطية فإيران عنده أولى من الكويت برأي محمد الدوسري

محمد مساعد الدوسري

من يرفض الفيدرالية؟

تزايدت الأخطار والتحولات في العالم، لدرجة جعلت الشعوب الخليجية على قناعة أن بقاءها متفرقة بهذا الشكل هو أكثر خطرا عليها من الدخول في كونفدرالية مع بعضها البعض، علما أن جزيرة العرب أصلا كانت على الدوام إقليما واحدا متجانسا، ولم تعرف الجزيرة مثل هذا التقسيم إلا في ظل الاستعمار الغربي.

ولكن أين المشكلة إذا إن كان كل من المنطق والمصلحة والإرادة تحثنا على الدخول في كونفدرالية؟، لم تكن هناك مشكلة إلا من قبل تيار واحد فقط، كشف عن نفسه في الفترة الأخيرة بطريقة فجة أمام الشعب الكويتي، وهو تيار يتبنى المصالح الإيرانية في المنطقة أكثر من تبنيه لمصالح الكويت، ولعل تبني هذا التيار مواقف مغايرة لمواقف الحكومة الكويتية وأغلبية الشعب الكويتي في عدد من القضايا المهمة والمصيرية كالانقلاب في البحرين أو التهديد الإيراني وإرسال الجواسيس ومحاولتهم التهوين من ذلك، أقول لعل هذه المواقف كشفت بما لا يدع مجالا للشك أنهم يعلون من مصالح إيران العدوة فوق المصالح الكويتية، ناهيك عن الخليجية طبعاَ.

إن هذا التيار الذي يرفض الحديث عن أي كونفدرالية مع بقية الدول الخليجية يستخف بعقول الشعب الكويتي، الذي يعرف أن مجلس التعاون الخليجي ليس إلا منظمة إقليمية تسعى الدول الخليجية من خلالها إلى التكامل والاندماج مع بعضها البعض، وعلى ذلك، فما هو السبب الذي يدفع هذا التيار لرفض الكونفدرالية غير السبب المكشوف المتمثل بأنهم اصبحوا أداة إيرانية لتنفيذ مآربها في المنطقة، فمن يعتبر محاولة اغتيال سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد طيب الله ثراه أمرا وطنيا، ومن يفرح عندما تطرد إيران ممثلينا الدبلوماسيين لديها، ومن يؤبن مغنية الذي قتل رجالا من أبناء الشعب الكويتي، بالتأكيد أنه لا يريد للكويت الدخول في كونفدرالية مع الدول الخليجية، لأن ذلك سوف يمنعه من تطبيق مشروعه الخاص الذي لن يتحقق بإذن الله بوجود الرجال من أبناء الكويت الشرفاء.

إن المراهنة على بقاء الدول الخليجية مشتته وضعيفة هو رهان لا يرفعه إلا المستفيدون من ذلك وعلى رأسهم إيران وأذنابها في المنطقة، فما فائدة الدول الخليجية من البقاء متشتته، وما هو عذر الرافضين لهذه الكونفدرالية التي تحفظ لنا خصوصيتنا الاجتماعية والاقتصادية والإدارية، وتساعدنا على الوقوف في وجه الأخطار التي تحيط بنا من كل جانب، بالعربي الفصيح فليدقق كل كويتي في أعذار أذناب إيران في الكويت لرفضهم الكونفدرالية الخليجية، وليتذكر استماتتهم بالدفاع عن إيران طوال الوقت حتى وهي تتجسس علينا وتهددنا، فهل من هؤلاء نسمع ونمتنع عن الكونفدرالية؟.