أقلامهم

قواعد وأخلاقيات التويتر يكتبها عبداللطيف الصريخ

د. عبداللطيف محمد الصريخ

فولو … انفولو

تزايد عدد مستخدمي تويتر بشكل عنقودي، وتسابق السياسيون والمشاهير للتواصل المباشر مع جمهورهم والمعجبين بهم وبأطروحاتهم، بتلقائية وعفوية وردود فعل حية دون تكلف، وكل في هذا الفضاء الحر يحلق خافقاW بجناحيه ويغرد على ليلاه، فمنهم من يهتم بالأخبار ونشرها، ومنهم من يطرح رأيه السياسي في الأحداث الجارية، وآخرون ركزوا على نشر إبداعاتهم كل في مجاله. 

لقد أبرز تويتر قادة من الشباب قادرين على توجيه الرأي العام، أولئك الشباب الذين لم يجدوا فرصتهم في وسائل الإعلام والقنوات الفضائية التي تعتمد على الإثارة لكسب الجمهور، فكان تويتر فضاء فسيحاً لبناء قاعدة جماهيرية واسعة، تتلهف لقراءة ما يغردون به، والتفاعل معه بإيجابية.

قواعد تلك الشبكة الاجتماعية سهلة للغاية: فولو أنفولو ريتويت، وتلك مصطلحات يعرفها من يستخدم تويتر، فإن أعجبهم مغرد ما تابعوا ما ينشر وعملوا له (Follow)، وإن أحسوا أنه لا يتناغم مع قناعاتهم واهتماماتهم ومواقفهم ضغطوا على زر (Unfollow) بكل سهولة، وإن استحسنوا تغريدة ما، فكل ما عليهم هو إعادة نشر تلك التغريدة ليقرأها من يتابعهم (Retweet).

أكثر ما يحزنني في تويتر أن يستغله بعض المغردين لنشر الإشاعات والأخبار غير المؤكدة، وكذلك تلك التغريدات التي تحض على الكراهية وتنشرها، أضف إلى ذلك من جعله منبراً للشتم والسب والانتقاد الشخصي للشخصيات العامة، فإن كان انتقاد مواقف وتصريحات الشخصيات العامة متاحاً، ومن أبجديات المجتمعات الديموقراطية، فإن تناولها بالنقد الشخصي الجارح يدل على فكر سقيم.

«ليس المؤمن بطعّان ولا لعّان ولا فاحش ولا بذيء»، «كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع»، «من قال هلك الناس فهو أهلَكَهم»، وفي رواية «أهلَكُهم»، «بئس مطية الرجل زعموا»، تلك تعليمات نبوية تستحق أن يتأملها مغردو تويتر لتكون منهجاW لهم في ما يكتبون وينشرون، فرب كلمة قالت لصاحبها دعني، فليست العبرة بكثرة ما تنشر، فمن كثرُ قوله كثر سقطه، بل العبرة بجودة ما ينشر، ولذا علينا أن نراجع ونتأمل في ما نتحدث به يومياً، أو ما نغرد به في تويتر، فلربما كان كلاماً بلا فائدة. 

غردوا كما الطيور

واملؤوا الدنيا حبور

وانشروا الخير بحبٍّ

وانثروا هنا الزهور