أقلامهم

بسبب التناقضات التي يعيشها الشعب الكويتي، وبسبب سياسة الحكومة، لاتحظى الثورات العربية بتأييد كويتي .. خليفة الخرافي

خليفة الخرافي 

لا السلطة ولا الشعب مع ثورة الشعوب ضد الطغاة

لا نرى السلطة في الكويت متحمسة لمساندة ودعم ثورة الشعوب العربية المغلوبة على امرها لاستعادة حريتها، بل تحاول السلطة ان تشد من ازر الحكام الطغاة ما عدا دعمها للشعب الليبي ضد القذافي المجنون، علما بأن الحكام الطغاة هم سواء في جنونهم الذي يماثل جنون القذافي، بل قد يزيد كثيرا عنه باستخدامهم النار والحديد ضد شعوبهم، وهذا دليل على ان السلطة في الكويت ليست متحمسة لانتشار الحريات في العالم العربي.

وما يزيد الامر بلاء وسوءا ان طوائف الشعب الكويتي ضاعت بوصلتها بحاكمين ظالمين متجبرين سفاحين يسومان شعبيهما اشد العذاب، فنجد الطائفة الشيعية في الكويت ترفض بطش حاكم ظالم بشعبه، بينما هي راضية كل الرضى عن بطش حاكم آخر اكثر ظلما بشعبه، بحجة أن لا صوت يعلو على صوت المعركة ضد العدو الاسرائيلي، بينما اسرائيل العدوة تنام قريرة العين منذ سنوات طويلة جدا، آمنة مطمئنة بسبب الهدوء التام على حدودها مع هذا الحاكم الطاغية الظالم المتجبر الذي لم تتحرك دباباته ومدرعاته وعساكره سوى لقمع شعبه، وما زالت بعض الشعوب العربية مخدوعة به.

بينما الطائفة السنية في الكويت تغض النظر عن الجرائم النكراء للحاكم غير المرضي عنه من الطائفة الشيعية.

فأين زعم طوائف الشعب الكويتي بدعمهم لحرية الشعوب العربية المغلوبة على امرها، التي يدعي كل من السلطة والشعب الكويتي انهما يفخران بتمثيل الديموقراطية الوحيدة في العالم العربي.

ان محبي اعطاء مزيد من الحريات للشعوب في العالم اجمع «من الهند الى السند (كما يضرب بالامثال قديما)» اخذوا ينظرون بعين الريبة والشك وعدم المصداقية لعدم اتصافها بالعدل والانصاف في فكرهم القاصر الذي طغت عليه عصبية المذاهب، التي تجعل الحق باطلا، والباطل حقا، كفانا الله شر العصبية الجاهلية والفتن التي تعمي البصر والبصيرة.

وتجعل الطوائف الاسلامية تكيل بمكيالين، وتدعي كل من الطائفتين أن ما يحركها هو القرآن الكريم، وتعاليم سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، وهما منها براء، فقرآننا ورسولنا يرفضان الظلم بجميع أشكاله حتى من يظلم هرة صغيرة.

* * *

لتذكرنا بالخير شعوب العالم العربي التي تحاول نزع أغلال الطغاة التي تقيدها، وتحاول أن ترفع أقدام عناصر المخابرات التي تدوس ضاغطة بقوة على صدرها، وتكتم أنفساها اننا حكومة وشعبا مع حق هذه الشعوب الشقيقة بمطالبتها بالحرية. نذكر جميعا بالحب والفخر مبادرة سمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه في دعم المقاومة الليبية بمنحة سخية سيتذكرها الشعب الليبي بامتنان كبير، نتمنى دعمه لثورة الشعب اليمني الأبي ضد الطاغية المتجبر ناكر الجميل الشاويش صالح.

ولنجعل باقي الشعوب العربية التي تواجه بصدرها المكشوف رصاص اللئام الجبناء من عناصر المخابرات، وهذه الشعوب الأبية ترصد بدقة كل من يقف معها، وكل من يقف ضدها، فلا نامت أعين الجبناء.

فليعلم الجميع ان مارد الشعب قد خرج من القمقم، ولا أحد قادر على ارجاعه، لقد ابتلينا بحكام طغاة، أحدهم أقاربه وأصهاره أثروا ثراء فاحشا بامتصاصهم قوت الشعب، والحاكم الآخر عرف ببذخه الشديد جدا، بينما شعبه يئن من الجوع.

* * *

• نتمنى من أصحاب المشورة وبطانة الحكام العرب أن يشيروا عليهم أن القادم هو حكم الشعوب، فان لم نتمكن من دعم ثورة الشعوب على حكامها الطغاة، فيجب عليهم ألا يدعموا ويؤازروا هؤلاء الحكام الطغاة الظلمة المتجبرين.

هل يعقل ان مع كل طلعة شمس لكل يوم جديد في دول الحكام العرب الطغاة، تكون هناك زيادة في عدد القتلى الأحرار الأبرياء، والتنكيل بالمعتقلين، جريرتهم وتهمتهم الوحيدة هي رفضهم الظلم؟

أين نخوة ومروءة وشهامة ووقفة حكامنا العرب مع الشعوب العربية في اعانة المظلوم والوقوف ضد الظالم؟ بينما حكومات وقادة الدول الأوروبية هي أكثر تعاطفا ودعما ومساندة للشعوب العربية الثائرة على حكامها الطغاة، وحكامنا العرب لا يبالون ولا يكترثون لما يفعله الحكام الطغاة بشعوبهم، ويدّعون أن العرب هم أهل الشهامة والمروءة.