كتاب سبر

جمعة الدستور

لو كنت أعيش في بلد ديموقراطي، للقانون فيه الكلمة الأخيرة، لتفرغت للعناية بأسرتي الصغيرة، وما يتبقى لي من وقت أقضيه في القراءة والكتابة الروائية و لقاء الصديقات و التسوق وممارسة الرياضة.


ولكن شاءت حكمة الله أن أعيش في هذه البقعة المعلقة بين الديموقراطية واللا ديمواقراطية،  فما بين مولدي ويومنا هذا تم تعليق الدستور أكثر من مرة وكأنه كومة غسيل وليس عقداً يضمن للحاكم شرعيته قبل أن يضمن للشعب حقوقه.


بلد صغير القانون فيه يغني مع عبادي الجوهر : “حبر وورق صارت حياتي كلها حبر وورق “.. قالت لي صديقة من جنسية عربية : في طريقي للمنزل كنت أقف عند منعطف وصدمتني مركبة فسألت هل الذي صدمني كويتي؟ لأنه إن كان كذلك سأذهب إلى بيتي وأصلح مركبتي على حسابي فأنا لا أثق بأنني سأحصل على حقي.


بقعة أصحو فيها في يوم قائض لأذهب لمدرستي في الفصل الصيفي لتقديم اختبار نهائي في مادة فيزياء فأجد أن بلدي محتل رغم أن التصريحات الحكومية تؤكد أن التوتر بين الكويت والعراق مجرد سحابة صيف.


بقعة لا أثق بها لا بالحكومة ولا بالتجمعات السياسية ، فتجمع يغض الطرف عن تجاوزات فقط لأنه تم تعيين مقرب منه في منصب هام، وآخر تتغير عناوين صحيفته بمجرد رسو مناقصة ببضعة ملايين علي أحد أعضائه.


 لذا فعليّ، بين الحين والآخر، أن أؤجل التزاماتي العائلية، وبدلاً من أن أتجه مع أسرتي إلى السينما في نهاية الأسبوع نتجه إلى ساحة الصفاة أو ساحة الإرادة كما يقتضي الحال لنعلن شجبنا وتنديدنا أو تأييدنا إما لتقليص الدوائر أو للإفراج عن سجين رأي أو لنصرة  مقتول على يد النظام وأبنائه أو للمطالبة برحيل دولة الرئيس المحظوظ الذي شكل عدة حكومات باءت بالفشل خلال خمس سنوات. 


الجمعة القادمة (جمعة الدستور) سيتوجه كل من يخاف على مستقبل أولاده إلى ساحة الصفاة لأن الدستور الذي بموجبه يحكم الحاكم وفي المقابل يحصل المواطن على حقوقه تم تقطيعه وتفصيله بشكل مئزر ( وزار بالكويتي) على ذوق السلطة .


 الدستور بالنسبة للسلطة فقط مادة تضمن الحكم للصباح وفي ذرية مبارك تحديداً وما سواه يتم إحالته للمحكمة الدستورية.


تسألني إحداهن : وماذا سيفيد تحرك فردي؟ جوابي: لا أدري ! ولا أضمن أن يجدي هذا التحرك نفعاً ولكني على الأقل سأقول لأحفادي أنني لم أجلس على كراسي المتفرجين.


أنا سأتوجه إلى ساحة الصفاة في جمعة الدستور أما أنت فالقرار لك .


 


ختامها شعر


هل الدستور للأهواء سوق


 ليتَّجر المشاور والمشير


أحمد الكاشف


Twitter @walladah