أقلامهم

نبيل الفضل يعتبر معتقلي غوانتنامو قنابل موقوته .. وينتقد المعارضة بوتيرة أقل من المعتاد

نبيل الفضل


حوار البوكسات


لم يبق من المعتقلين الكويتيين المتهمين بالارهاب، في سجن غوانتانامو، سوى اثنين فقط.


ورغم عمق تعاطفنا مع ذويهما وشعورنا بالمعاناة التي تمر بها أمهاتهما بالذات، الا اننا نعلم جيدا بان الحكومة الكويتية قد فعلت ما هو فوق المألوف والعادة وحتى الممكن لاطلاق سراح هذين المعتقلين، حتى وصل الأمر لدرجة تدخل المقام السامي شخصيا لدى رئيسين من رؤساء أمريكا – كما نقلت لنا مصادر مقربة -.


ولكن كان الامريكيون يعتذرون لاسباب امنية تخصهم، ولعدم ثقتهم ببرامج اعادة التأهيل التي طبقتها وتطبقها الكويت على من تم اطلاق سراحهم في السابق من غوانتانامو. وهم لايزالون يذكرون ان احد اولئك الذين اطلق سراحهم قد عاد الى سيرته الارهابية الاولى واتجه الى الساحة العراقية ليمارس ارهابه وتقتيله للابرياء.


ولا نظن ان عضو مجلس امة مهما كان ومن يكون سيوازي حرصه حرص حكومة الكويت على استعادة معتقليها. بل ان نفس النواب هؤلاء هم من سعى للعبث ببرامج اعادة تأهيل العائدين من غوانتانامو وافقد الامريكان ثقتهم بالكويت.


نقول هذا ونحن ممن كتب سابقا ويكتب اليوم ان جميع معتقلي غوانتانامو هم قنابل موقوتة ستنفجر يوما حيث تتواجد.


ولكن دعونا نقف لحظة ونسأل: من دفع بذلك الشباب الغض الى جبال أفغانستان وأحضان بن لادن؟! هل كان وراء ذلك أئمة الشيعة ام سادة كالقلاف؟! ام كان طارئ على الشيعة كفيصل الدويسان؟!


ام ترى ان ما دفع هؤلاء هو مقالات الليبراليين والعلمانيين كعبداللطيف الدعيج وفؤاد الهاشم ومحمد مساعد رحمه الله؟!


قطعاً ليس الأمر كذلك، ولكن من دفع بأبنائنا الى أحضان بن لادن هو الفكر الذي يحمله هايف والطبطبائي وإخوان الصواغ وربع الوعلان.


هذا الفكر وحاملوه هم المجرمون في حق الكويت وأسر الإرهابيين والإرهابيين ذاتهم، فقد زيّنوا لهم الارهاب كما زيّن الشيطان الخطيئة للبشر.


لذلك فإن مقاطعة ومعارضة حديث النائب القلاف في جلسة الأمس لم يكن من باب الصفاقة فقط، ولا من باب احتقار الرأي الآخر فقط، وإنما كانت المقاطعة الفجة تستراً على تحديده وتسميته للمجرم الحقيقي… لعنه الله بكل كتاب.


ما حدث في الجلسة من مشادة كلامية، فشل الرومي في حسمها برفع الجلسة مبكرا، فتحولت الى سباب واعتداء يدوي لا يرضي احداً، بغض النظر عمن بدأ ومن استفز ومن تعارك.


ولعل دمعة النائب المويزري الحزينة على ما حدث تختصر مشاعر الكويت المتألمة على ديموقراطية اغتصبها نوابها وصفع وجهها ممثلوها وبصق عليها برلمانيوها.


واذا كان النواب المنتخبون هم قدوة المجتمع فلا كانوا ولا كان العمل السياسي الذي ينتج هذه الثقافة الهابطة.


سؤال نوجهه للنائب فيصل المسلم، هل ما حدث من سباب وشتيمة وضرب تحت قبة عبدالله السالم محمي بالحصانة النيابية؟! مجرد سؤال للمتذاكين في فهم الدستور.


 بعدما استقرت الاحداث بعد تسارعها، وفرضت الحقائق نفسها على الاحلام والأماني والنشوة. بدأت الناس تعي ان من اسقط النظام التونسي لم يكن ثورة الياسمين، ومن اسقط النظام المصري لم يكن التوتير والفيس بوك ولا جماهير الشباب الزاعق بمطالبه الحقة، وانما سقطت تلك الأنظمة عندما رفع الجيش عنها حمايته وقرر ألا يدافع عنها، فانهارت… وانهار معها النظام العام.


ولذلك لا نرى تكرار التجربة التونسية او المصرية في اليمن او سورية، لأن الجيش لم يتخل عن قيادته رغم ان المواجهات هنا اعنف واشد، بل ان حتى نظام القذافي المحتقر، ورغم القصف الجوي للناتو مساعدة للثوار، لم يتم اسقاطه حتى اللحظة.


لذلك فكل الحالمين وكل الشاعريين والمتغنين بثورة الشعوب وارادة الشباب وقدرة الأمة على التغيير انما كانوا يحللون خارج الواقع وبعيداً عن الحقيقة والدقة.


ولنتذكر أن بعض السفهاء وبعض الخبثاء حاول استدراج الثورتين المصرية والتونسية الى ساحتنا الكويتية دون مسوغ ولا مبرر. فحشدوا الجهلة من انصار ومن ابناء العمومة، واقاموا ندوات محدودة فاشلة على ساحات ترابية في تقليد غير محترم لشباب مصر وتونس.


ولكن توقف نجاح الثورات الاخرى شكك الناس في جدوى المظاهرات والاعتصامات خاصة مع عدم وجود المبرر المنطقي لها.


اليوم يعود نواب الشارع الى الشوارع ويدعون الناس للاعتصام والتظاهر ضد النظام الكويتي، دفاعا عن الدستور!!! وهم انفسهم من طالب بتعديل الدستور بعد تحريم تنقيحه.


نتمنى لهم التوفيق تحت الشمس الكويتية الحنونة.


ان كنت موضوعيا قلت «الذهاب الى المحكمة الدستورية» او «الاحتكام لدى المحكمة الدستورية». وان كنت غير ذي انصاف فقد تختار ان تقول «اللجوء للمحكمة الدستورية». اما ان كنت منحازا للعهر الفكري والديكتاتورية النيابية المتغابية فليس أمامك سوى ان تسمي الذهاب والاحتكام واللجوء بـ«الهروب الى المحكمة الدستورية»!!.


واللي على راسه بطحه يتحسسها.


أعزاءنا


27 نائبا وقعوا على طلب طرد السفير السوري!. في سابقة مستهجنة ومضرة بالمصالح العليا للبلد.


الموقعون كانوا من ربع او صبية السعدون والمتعاونون معه. ومع ذلك فتوقيع السعدون لم يكن معهم على ذلك الطلب السخيف!


وليتهم يسألونه عن ذلك، الا اذا كان العم بو عبدالعزيز فوق المساءلة!.