أقلامهم

زين الشامي .. يثمن الموقف الكويتي في ظل الصمت الدولي تجاه نظام البعث .. ويشكر الكويتيين شعباً ونواباً

زين الشامي

 شكراً أهل ونواب الكويت … أنتم في قلب كل سوري

في وقت صمت الكثيرون في أنحاء العالم عن المجازر التي يرتكبها النظام ضد المحتجين والمدنيين العزّل في سورية، وفي وقت رأينا فيه حجم التجاهل من قبل وسائل الإعلام الغربية لما يحصل في بلدنا من احتجاجات تطالب بالحرية والكرامة، وفي وقت رأينا فيه كم حازت الثورتان التونسية والمصرية ولاحقاً الليبية على التأييد الذي تستحقه، فيما كان نصيبنا التجاهل والصمت ما خلا بضعة أصوات هنا وهناك، في هذا الوقت أتى موقف النواب الكويتيين الذين طالبوا بطرد السفير السوري في الكويت و«قطع العلاقات مع نظام بشار الأسد» احتجاجاً على «المجازر التي يرتكبها في حق شعبه».

لقد أتى هذا البيان كبلسم لجراح شعبنا، أثلج صدورنا وشعرنا اننا لسنا وحدنا، وأن هناك من ينتصر للحق ويواجه الظلم والقتل بالكلمة والموقف الحاسم، نعم لقد كان موقف النواب الكويتيين، حاسماً في انتصاره للضحية ضد القاتل، والعدالة ضد الظلم، ويعكس حقيقة ما يتمتع به هؤلاء النواب من منظومة أخلاقية عالية لم تشوهها دهاليز العمل السياسي والانتهازية والاستزلام، كما هو واقع الحال في أغلب البرلمانات العربية، وبشكل خاص البرلمان السوري، حيث تحول النواب في ظل حكم «البعث» إلى مجرد قطيع لا يجيدون إلا التصفيق للمستبد والقاتل.

لا نعرف إن كان علينا أن نشكركم، فموقفكم أكبر من أن نوجه له كلمات الشكر العادية، هو موقف ليس بمستغرب عن نواب أحرار في دولة عربية تتمتع بقدر وهامش واسع من الديموقراطية بخلاف غالبية الدول العربية. ما نود قوله هنا انكم تمثلون حقاً شعبكم وشرائح مجتمعكم أفضل تمثيل، لأن ما تضمنه بيانكم يعكس مشاعر عشرات الآلاف من الكويتيين والكويتيات.

لقد توالت الجمع السورية من «كرامة» إلى «حرية» فـ «عظيمة» ثم «نصرة المعتقلين» إلى «جمعة التحدي» إلى «جمعة الحرائر»، توالت الجمع وكان السيناريو الدامي يتكرر في نهاية كل أسبوع، قتل، اعتقال، قطع الماء والكهرباء والاتصالات ثم يتبعه قذف مدفعي على الأحياء السكنية المأهولة، وفي الآونة الأخيرة صار جزء من شعبنا «نازح» هنا وهناك، في الأردن وتركيا ولبنان، كان يحصل كل ذلك على مرأى من العالم، وكان هناك صمت مريب… في هذه الاثناء أتى صوتكم أيها النواب. 

الاحتجاجات دخلت شهرها الثالث، إلا أن الصمت العربي المطبق والمتمثل بجامعة الدول العربية والتردد والتذبذب الواضحين في ابداء الموقف الرسمي من قبل الولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وبقية المنظمات الحقوقية والإنسانية الأخرى، كان يبعث فينا الأسى والاستغراب إلى أن أتى صوتكم وبيانكم.

أما الخطاب السياسي الدولي الذي كما أسلفنا، قد بارك وأيد منذ الأيام الأولى لثورة الشعبين التونسي والمصري ولاحقاً الليبي، فقد مر بمراحل متباينة في لحظته السورية، كان متأخراً جداً، ولم يرق إلى المستوى المطلوب في ضوء الفظائع التي يرتكبها النظام السوري بحق شعبه، لكن موقفكم وصوتكم أتى الينا ووصلنا فكان كما لو أنه عوضنا عن كل المواقف العربية و الدولية. 

لقد كان لكل تلك السلبية والتباطؤ في اتخاذ القرار العربي والدولي المناسبين، بالإضافة إلى عدم الجدية وغياب الفاعلية من حيث النتائج، أن تسببوا في استمرار عربدة السلطات الأمنية وخرقها لكل المواثيق والأعراف الإنسانية والدولية وتكثيفها لحملات القتل الجماعي للمتظاهرين العزّل. 

في النهاية نود أن نقول لكم، اننا وحتى لو تجاهلنا العالم كله، فإننا ماضون حتى النهاية، لقد خرجنا إلى الشوارع ولن نعود ما لم نسترد كرامتنا وحريتنا السليبة، لن نعود حتى تعود سورية لنا وللوطن العربي، بهية، متألقة و جديدة، ضد الظلم والقمع والاستبداد…

شكراً أيها النواب… شكراً دولة الكويت وأهل الكويت.