أقلامهم

هيلة المكيمي تستغرب تستر وزير البلدية على وحوش الأغذية الفاسدة .. وتتحسر مما آل إليه الوضع العام في هذه الأيام

د. هيلة حمد المكيمي

جمعة الحزن

تمر علينا هذه الجمعة وهي حزينة على ما آلت اليه الممارسة النيابية من ترد في الاداء والخطاب السياسي حتى وصل الامر الى التشابك بالايدي والعراك والضرب المبرح وتبادل الشتائم والالفاظ النابية في مشهد من الفصول المؤلمة على مسرح الديموقراطية الكويتية التي كانت مضربا للمثل في رقي الاداء في المحاسبة والرقابة البرلمانية، حتى اصبحت ممارسة جاذبة للكثيرين الا ان ذلك الاداء المستهجن جعلها طاردة بكل المعايير.

تردي الاداء لم يكن وليد اللحظة، بل تسببت فيه اجندات خاصة وضيق البعض ممن ينزعج من حالة الاستقرار، ويتأزم من حالة الرخاء، ويتشنج بفعل العلاقة الحميمة التي تجمع القيادة السياسية بشعبها من مختلف مشاربه وفئاته وطوائفه، فأبوا إلا التأزيم وارهاب هذه الواحة الآمنة عبر ممارسات يهدفون من خلالها تحقيق مصالحهم الشخصية الضيقة على حساب الوطن. كما يسعى البعض لفرض رؤيته في الممارسة السياسية، فيبيح لنفسه جميع الحقوق، ضاربا بعرض الحائط مدى دستوريتها واكبر دليل تقديم الاستجواب في يوم القسم، في الوقت الذي يمنع ويصادر حق الآخر في كل شيء بما فيه الاحتكام للسلطة القضائية في شبهات دستورية واضحة. 

و حينما يحدث ذلك يرفعون شعار «جمعة الدستور» في ممارسة فاضحة في خلط الاوراق مع الثورات العربية، في حين لم تتمخض تلك الجمعة الا عن «الحزن». فحينما تغيب دولة الدستور تظهر شريعة الغاب وتحل الايدي محل العقل والاتزان والحكمة وهذا ما حصل في حالة من الشحن الطائفي شارك بها كلا الطرفين في المرحلة الماضية، فكانت النتيجة في «جمعة الحزن».

وفي الوقت الذي يتعارك فيه نوابنا في المجلس، يقوم ذوو النفوس الضعيفة بالعبث في أمننا من الابواب الخلفية، فها هو وزير الداخلية يخرج بواحد من اخطر التصريحات حول اضطلاع شركات الامن بوضع المتفجرات في مركبة في ميناء الشعيبة تحت ذريعة التجربة، ما حدا بالوزارة الى احالة 11 شخصا الى النيابة العامة. فيما لاتزال الوحوش البشرية من تجار اللحوم الفاسدة، ونفاجأ باحكام قضائية الاولى تدين احد المتنفذين بينما الاستئناف تبرئ ساحته ويصرح الوزير فاضل صفر بأنه من غير المسموح نشر أسماء تلك الوحوش البشرية دون ادانة نهائية من قبل القضاء، ونظل نعيش في دوامة لا نعرف منها من هم هؤلاء المتنفذون الذين يتاجرون بحياتنا في كل دقيقة ولحظة؟

ان مستوى الاداء السياسي العام بما فيه اداء النواب اثبت أنه دون المستوى، ونحن ندعو الى تضافر جميع الجهود لحماية الكويت من كل تلك الاخطار المحدقة داخليا وخارجيا، نعم ان جمعة الحزن تدفعنا الى التفكير الجلي بمصيرنا كمجتمع ودولة نتطلع الى البقاء والعطاء تحت راية صاحب السمو امير البلاد ودولة القانون والدستور، فهل من مجيب؟!

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.