أقلامهم

لكل من يحلم بأن يكره الكويتيون الديمقراطية يقول ذعار الرشيدي: خيراً رأيت

ذعار الرشيدي 

لن نكفر بالديموقراطية بسبب «لشطة عقال»

قال لي بفم تخرج منه رائحة الانتصار الزائف معلقا على أحداث جلسة الأربعاء: «أليست هذه هي الديموقراطية التي تريدون؟». قلت له: «يا سيدي ان أمتلك سيارة ديموقراطية تعاني من خلل عارض أفضل لي 100 مرة من أفكر في بيعها بسبب الخلل وأمشي حافي القدمين وسط صحراء موحشة من الديكتاتورية».ردي لم يعجبه أو بالأصح لم يستسغه بعد أن أحال ردي وعلى ما يبدو طعم الانتصار المزيف في فمه إلى طعم امتعاض كاره للديموقراطية. الكارهون للديموقراطية وخاصة المتنفذين من أصحاب الأيادي الطويلة تمنوا لو أن ذلك الخلل العارض الذي لحق بسيارة ديموقراطيتنا الأربعاء الماضي أتى عليها وأحرقها بالكامل. الديموقراطية ليست حالة مثالية، ومخطئ من يظن أن الديموقراطية هي بوابة المدينة الفاضلة، إذ إنها ليست سوى أسلوب حياة وتعايش، أسلوب معرض للخلل في بعض مواقعه، ومعرض لأن تعلوه المثالب، وليس من خطأ إذا ما قلنا انها أسلوب غير كامل في ظل عدم وجود أحزاب وانعدام تداول السلطة، لذا وفي حالتنا فالأخطاء ليست محتملة فقط بل واردة، وما حصل يوم الأربعاء ما هو سوى خلل، ينضم إلى سلسلة من الأعطال التي أصابت ديموقراطيتنا طوال تاريخها. لم تمت ديموقراطيتنا ولم تحترق، بل تعرضت لخلل طبيعي في ظل التعاطي الخاطئ لهذه الممارسة النبيلة، سيارة ديموقراطيتنا تعرضت لخلل ولم تحترق ولم نفقدها، والأهم أننا سنتمسك بها ولو تعرضت إلى عشرات الأعطال، وسنقوم بمحاولات إصلاحها، فهي وسيلتنا وأسلوب حياتنا الذي ارتضيناه. هناك من أسف لما حصل، ولا ألومه، وهناك من بالغ واعتبر الأمر ردة وكفرا بالديموقراطية، وهذا غير صحيح وإن كنت لا ألومه، ولكن على الجانب الآخر هناك من فرح في ذلك الخلل وبالغ في فرحته إلى درجة طالب فيها بتعليق الحياة البرلمانية، ولهذا الأخير أقول «استريح»، وأقول لمعازيبه أيضا: «استريحوا»، سنتمسك بديموقراطيتنا، وأحداث الأربعاء لم تكن سوى خلل عابر وسنتجاوزه، والدول المحترمة لم تتخل عن ديموقراطيتها حتى أثناء الحروب الأهلية، ونحن كما أظن وأؤمن بلد محترم جدا، ولا أعتقد أن «لشطتين بعقال وبوكس» ستحملنا على الكفر بالديموقراطية.

وإلى كل من راوده حلم أننا سنكفر بديموقراطيتنا بسبب أحداث الأربعاء، أقول له: «خيرا رأيت».