أقلامهم

ذعار الرشيدي يرى في خطاب أوباما محاولة سرقة

أوباما سرق البوعزيزي

خطاب الرئيس الأميركي الأخير يعاني من الانتقائية الفاضحة في توجيه التهم الأميركية المعلبة، وعامة لم استغرب هذا الأمر لكون سياسة انتقائية الانتقاد تعاني منها الولايات المتحدة الأميركية منذ أيام الحرب الباردة، أوباما في خطابه قسّم الشرق الأوسط إلى 3 كتل، الأولى حمراء يرى بوجوب تغيير رؤسائها مع لهجة تهديد قاسية، وثانية خضراء لم يأت على سيرتها نهائيا، وثالثة تجمع اللونين تم التطرق لها بجمل منتقاة بعناية فلا هي إدانة ولا هي مديح. ولم تكن الانتقائية وحدها هي العيب الفاضح في خطاب أوباما، بل أسوأ ما حواه الخطاب هو أنه مارس فيه سرقة المجد، وكأنما أراد وبطريقة معينة أن يقول «لولا مباركتنا لثورة تونس لما نجحت، وها نحن نباركها مجددا»، وعندما تحدث عن البوعزيزي مشعل ثورات الربيع العربية بدا وكأنه يصور البوعزيزي كما لو كان مجرد عود ثقاب أشعل نارا فقط، رغم أن البوعزيزي رحمه الله كان ثقاب الثورة بل وقنبلة الثورات العربية جمعاء، وليس الولايات المتحدة، وحتما ليس لمباركة أوباما ولا إدارته دخل في ذلك لا من بعيد ولا من قريب، على الأقل ليس كما صور لنا في خطابه الذي حاول فيه الاستيلاء على مجد أمة بدأت تنهض كطائر فينيق من رماد الخنوع بفضل الشهيد البوعزيزي. أما حديثه عن أمن إسرائيل وكيف أن الالتزام الأميركي بأمن البلد الصهيوني «لايهتز»، فلم يأت بجديد، ولكنه حمل التناقض الصريح والواضح في خطابه، فإسرائيل التي تقتل المئات من اخوتنا في فلسطين سنويا ما الذي يميزها عن القذافي الذي يقتل المئات من اخوتنا في ليبيا؟، أوباما وعبر خطابه «الأحول» يلتزم بأمن إسرائيل ويعلن عن فخره بالمشاركة في ضرب قوات القذافي.

سرقة المجد والتناقض والانتقائية، هي أبرز سمات خطاب أوباما، وعدا ذلك لم نفهم ولا نريد أن نفهم شيئا.

توضيح الواضح: قبل 3 سنوات كتبت هذه الجملة: (البلد أصبح تماما كتاكسي برتقالي قديم يسير بسرعة 120 كيلومترا في الساعة بلا «بيمة» ولا فرامل وبماكينة نص عمر «مجفدة 4 مرات»، على طريق مظلم يحمل بداخله 7 ركاب، كل منهم يريد الوصول إلى 3 جهات مختلفة دون ان يعرف لماذا هذه الجهات بالذات، اضافة الى ان اللي قاعد ورا يبي يقعد جدام واللي قاعد بالوسط يبي يقعد جنب الدريشة واللي قاعد يم الدريشة يبي يسوق، والسواق لم يحصل على اجرة التوصيل من أي من هؤلاء السبعة وهو يفكر جديا «راح أدعم أقرب شبة وافتك منهم ومن حنتهم»).