أقلامهم

الهوشة النيابية أظهرت نوّابنا على حقيقتهم التي يدارونها باللحى والعمائم والبشوت والسيارات الألمانية الفاخرة والحصانة، هذا ما يراه عبدالهادي الجميل

ضحك كالبكا

ما فيهم طب

كتب عبدالهادي الجميل

 

“لا تجادل الأحمق، فقد يخطئ الناس في التفريق بينكما”

احترت في ما سأكتبه عن “هوشة” نوّاب البرلمان! المشهد مضحك جدا ولكنه مخيف ايضا. سبق لي والعديد من الزملاء والزميلات، أن حذّرنا من تنامي الحقد الطائفي، ولكن بلا فائدة، لأن الحكومة تظن بأن بقاءها أهم من بقاء الوطن!!

 مقالي اليوم لن يعجب إلاّ القلّة القليلة من القرّاء، لأنني لن أدغدغ مشاعر أحد، ولن أدق الطبول التي لا تُطرب الا الآذان المتطرفة، ولن أرقص على الجراح، فليس من جراح هنا إلا جراح الكويت.

لدينا متاجرون في الفتنة الطائفية، ولدينا ضحايا أو وقود لها، فأن تكون نائبا في البرلمان لا يعني ألا تكون تاجرا طائفيا تبيع الوطن وأهله لأعلى سعر.

الثورات الشعبية العربية أظهرت الحكّام العرب على حقيقتهم البشعة، وكذلك فعلت “الهوشة” النيابية، فأظهرت نوّابنا على حقيقتهم التي يدارونها باللحى والعمائم والبشوت والسيارات الألمانية الفاخرة والحصانة التي تنفلت منها الشرور أحيانا.

 النائب سيد حسين القلاف فاهم الديمقراطية غلط. يظن بأن سلاطة اللسان نوع من أنواع حرية التعبير، والاستفزاز شجاعة أدبية! لا يدخل إلى المجلس “إلاّ والعصا معه” لاعتقاده بأن العصا أداة دستورية يمكن استخدامها لضرب النوّاب، فكاد أن يُضرب بها، وكأن ذلك الشاعر قد عناه حين قال:

عصا العز لا تومي بها كل ساعة

خطر(ن) من عيال النسا يكسرونها

أطلق النائب القلاف على “الهوشة”-فيما بعد- وصف معركة البعير، في إشارة استفزازيّة جديدة، وعلى الرغم من أنه عربي ومسلم إلاّ أنه تناسى فضل البعير على الاسلام، فالبعير العربي هو من هزم أفيال كسرى في معركة القادسيّة العظيمة التي أسقطت الإمبراطوريّة الفارسية الى الأبد.

النائب القلاّف أقل طائفية من النائب صالح عاشور، ولكن الفرق بينهما هو أن عاشور يتجنب الإساءة للاخرين فلا يشتمهم ولا يستهزئ بهم ولا يستفزّهم. يقابله من المعسكر الطائفي الآخر النائب محمد هايف أو أسد السنّة كما يناديه مريدوه. هذا اللقب بلا قيمة كعصا القلاف، ومتى ما أصبح النائب محمد هايف ممثلا للشعب كافة، فإنه حينئذ يستحق لقب أسد الأمّة. النائب محمد هايف وصل إلى البرلمان عبر انتهاجه الخط المتطرف. ولو انقشعت غمامة الطائفية التي تظلل الكويت منذ سنوات، لانقشع معها المهري والبذالي والشطي ومحمد هايف وغيرهم.

النائب الدكتور جمعان الحربش، رجل رزين، وسياسي متمكن، وصاحب شهادة علمية عليا، لكنني لم أستطع التفريق بينه وبين النائب القلاّف عند مشاهدتي لصور الخناقة بينهما!!!

النائب فلاح الصواغ  الذي نعرفه، لم يكن موجودا خلال “الهوشة”، من شاهدناه كان شخصا حاقدا يشبه الصواغ و ينضح كراهية وعنفا. أما النائب عدنان المطوّع فلم نجده في أي موقف وطني من قبل، ووجدناه حاضرا في كل موقف طائفي بغيض!

النائب الدكتور وليد الطبطبائي نفى تدخّله في “الهوشة”على الرغم من انه موجود في كل لقطة ومشهد. لو أقسم الطبطبائي بأنه كان يحاول تهدئة النفوس فلن أصدّقه هنا، ولن أكذّبه في أي موقف آخر.

لا فائدة من نصح النوّاب، فمن بلغ هذا العمر ولم يتعلّم مما يجري حوله، فـ “لا طب فيه”. ولكنني أنصح المواطنين بألا يكفروا بالديموقراطية بسبب تصرفات بعض النوّاب الذين ظهروا في أسوأ حالاتهم عندما أذهبت الطائفية عقولهم.