د.شملان يوسف العيسى
دولة في خطر (3 – 3)
نأمل أن تكون للشباب رؤيتهم الخاصة في الإصلاح وألا يتم استغلالهم من قبل النواب
«سلمية.. سلمية نريدها شعبية» هذا الشعار رفعه بعض الشباب المتظاهر في ساحة الصفاة في يوم الجمعة الماضي.. هل مثل هذا الشعار سلبي أو إيجابي؟.. واضح جداً أن الشباب يطمحون لتغيير رئيس الوزراء الحالي واستبدال به رئيس وزراء من الشعب، لكن يبقى السؤال ماذا سيحدث في حالة تغيير الوضع القائم؟.. خصوصاً أن القلة من نواب المعارضة طالبوا ولايزالون يطالبون بإسقاط رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد.
السؤال: أين دور الشعب الكويتي؟ وهل القلة من المعارضة تمثل إرادته؟
هل تم استفتاء الشعب حول بقاء أو رحيل رئيس الوزراء؟ نحن كشعب اخترنا نوابنا لتمثيلنا في المجلس.. وهؤلاء النواب صوتت الأغلبية منهم عدة مرات بإسقاط مبدأ عدم التعاون وصوتت الأغلبية في الأسبوع الماضي بتحويل الاستجواب الجديد الى اللجنة التشريعية في مجلس الأمة والمحكمة الدستورية وهو إجراء قانوني ودستوري سليم..
سيتهمني الكثير من المواطنين بأنني قاس وغير مبال لمشاعر المواطنين الكويتيين لأنني أطالب بأن يكون المواطن الكويتي عضواً فعالاً وغير مهمش في إدارة بلده.. كنت ولا أزال أؤمن بأن الشعب هو الأساس في عملية التغيير.. فهو صانع للتغيير ومصدر شرعيته وحتى يكون المواطن الكويتي فعالاً في إدارة بلده عليه أن يشارك في تنميته مشاركة فعالة وأفضل وسيلة للمشاركة في بناء الوطن هي دفع الضرائب وأداء الخدمة العسكرية والالتزام بالقانون..
الآن وبعد أن قامت عدة ثورات شبابية في الوطن العربي ما هو احتمال قيام حركات سياسية جديدة يتم استغلالها من السياسيين والأحزاب والحركات التقليدية على الساحة الكويتية ونقصد بذلك اختطاف الحركات الشبابية الجديدة من قبل نواب المعارضة في مجلس الأمة أو الحركة الدستورية الإسلامية أو السلف أو الحركات الثورية الشيعية..
الشباب الكويتي لديهم نزعة إصلاحية فقد ساهموا في تغيير الدوائر الخمس والعشرين الى خمس دوائر في عام 2006 وقد استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي على الانترنت لشرح وجهة نظرهم.. هذه الحركة الشبابية الجديدة تنمو بسرعة ونأمل أن تكون لهم رؤيتهم الخاصة بهم في التغيير وألا يتم استغلالهم من السياسيين في مجلس الأمة الذين انحصرت مطالبهم وكل طاقتهم لتغيير رئيس الوزراء..
تشهد الكويت هذه الأيام حراكاً سياسياً غير معهود في السابق، فغياب الرؤية الحكومة وضعف إدارتها وأدائها أدى الى بروز مكونات وقوى سياسية جديدة.. فالقبائل التي كانت في السابق موالية للنظام بشكل مطلق بدأت تعطي مجلس الأمة اهتماماً أكثر خصوصاً أن القبائل أصبحت تشكل الأغلبية من السكان وتحالفت مع التيارات الإسلامية والتجمعات الشعبية في مجلس الأمة وأصبحت تشكل قوة معارضة للحكومة لا يستهان بها.. وأصبح لهم دور أكبر في الحكومة والجهاز البيروقراطي مما دفعهم لتبني سياسات إسلامية متشددة في المجتمع.
على الجانب الآخر العائلات التجارية الكويتية التي لعبت دوراً مميزاً في تاريخ الكويت السياسي والاقتصادي والثقافي والإعلامي بدأ نفوذها يتقلص بسبب هيمنة البرلمان المعادي للإصلاحات الليبرالية والخصخصة وتقليص دور الدولة في الاقتصاد..
تشعر الطائفة الشيعية وهي مدنية بالقلق من تنامي دور الحركات الإسلامية المتشددة المتحالفة مع القبائل.. لذلك تشهد الساحة السياسية تحالفاً بين الحكومة والشيعة والطبقة التجارية ضد الدور المتنامي لشباب القبائل الذين يتحالفون مع نواب الشعبي، مطالبين بالإصلاح والتغيير.. وأخيراً من يحسم الصراع الداخلي لصالحه يعتمد اعتماداً كلياً على الرؤية الحكومية من جهة وعلى مسيرة الشباب الكويتي القادمة؟.
أضف تعليق