علي أحمد البغلي
سنشارك بجمعة غضب.. بس عليكم!
نواب مجلس الأمة يفترض بهم أن يكونوا نخبة المجتمع، فعضو مجلس الأمة يمثل كل الأمة، المادة 108 من الدستور ـ كما يعتقدون هم ـ وقد فندت ذلك الكلام الخبيرة الدستورية د. بدرية العوضي (القبس 2011/05/23).. وعلى الفرض أن العضو يمثل ناخبيه كما قالت د. العوضي، فأكبر عضو لدينا حاز أصواتا تقارب الـ20 ألف ناخب (مسلم البراك)، فلا يجوز لهذا العضو أن يختطف الأمة برمتها بما فيها جمهور ناخبيه أو غيرهم، فالكويتيون جاوز عددهم المليون نسمة، فلا يجوز لممثل الـ20 ألفا أن يرتهن البقية العظمى أو الكبرى بصوته أو بطروحاته!
في الدول التي تخضع لنظام الأحزاب، من الممكن أن يختطف حزب الأغلبية إرادة الأمة، ولكننا نراهم لا يفعلون ذلك، بل يدخلون بائتلافات يرضون بها جميع الأحزاب حتى الصغيرة.
هنا نرى «حفنة» من النواب لا يمثلون من الأمة إلا فتاتا، أعدادها ممسكة بتلابيب الأمة منذ سنوات، مختطفة إرادتها وشارعها.. آخر «فنتك» خرجت علينا به تلك المجموعة المؤزمة، بعد أن بطل مفعول استجوابها الناضح بعدم الدستورية بتأجيله من المجلس «سيد قراره» لمدة سنة، أو إلى أن يصدر حكم المحكمة الدستورية بتفسير بعض مواد الدستور التي يستند إليها، والى ان يذهب استجواب زملائهم في اللا تنمية واللا إصلاح «إلى حيث ألقت أم قشعم»، نجد هذه الحفنة التجأت للشارع الشبابي لتأجيجه، فتوجّهت الى ساحة الصفاة يوم الجمعة الماضي، فوجهت برفض شبابي لم تكن تتوقعه، فسفحت ماء وجهها هدرا!
***
هذه الحفنة التي احترفت التأزيم فوجئنا بها تدعو الى «جمعة غضب» – على حد قولها – الأمر الذي صدم كل فئات الشعب.. فنحن صحيح أننا شعب متذمر بالفطرة، لأننا نصبو دوما إلى الافضل والاحسن.. ولكننا شعب غاضب ضد حكامنا او حكوماتنا قولا واحدا، لاننا لا نخشى حكامنا ولا حكومتنا، فلدينا مجلس منتخب، وصحافة واعلام حر من دون سقف.. كما أننا دولة رفاه بما تعنيه الكلمة من معنى، أغلب سلعنا الأساسية مدعومة من الماء إلى الكهرباء إلى وقود السيارات، مرورا بالسلع الغذائية الأساسية، أكثر من %88 من قوانا العاملة، تشتغل لدى الحكومة، بقبض مرتباتها وأغلبيتها لا تعمل، وإن عملت لا يتجاوز عملها عدة دقائق باليوم الواحد! المتقاعد يزداد معاشه التقاعدي بشكل شبه سنوي، القانون يمنحنا قروض زواج وقروض سكن من دون فوائد تقريبا.. من لا يجد عملا هناك جهة تدفع له بدل بطالة، ومن يعمل بالقطاع الأهلي الخاص يدفع له دعما من الحكومة والقطاع الخاص، من الله ونعمائه علينا وحريتنا أكثر من أن تُعد وتُحصى، ولا يجوز مقارنتها بأي بلد عربي آخر من بلدان الثورات أو غيرها، نعم نتحداكم أن يكون هناك بلد عربي منافس لنا في كل تلك المزايا.. فعلى ماذا تريدوننا أن نغضب؟! وعلى ماذا تريدوننا أن نتجمّع في ساحة الصفاة، لتتقيأوا علينا سمّكم الزعاف، وحقدكم الدفين على كل شيء؟ هذه الدعوة المشبوهة للإخلال بالأمن والنظام من دون مبرر، وتحدي القانون هو أمر مرفوض جملة وتفصيلا، فإذا كان لديكم قول أو كلام، فتجمعوا في ساحة الإرادة، وقولوا ما تشاؤون، لن يمنعكم أحد، أما التجمع في ساحة الصفاة وغلق الحياة والمرور فيها، فهذا يتحدٍّ للقانون غير مقبول.
وكلمة أخير نود أن نصرخ بها في آذانكم وضمائركم، نعم نحن نحتاج إلى التعبير عن غضبنا في جمعة أو سبت أو أحد أو اثنين، ولكنه غضب ضد أفاعيلكم وتصرفاتكم التي يندى لها الجبين، يكفي تدليلا على ذلك القول «موقعة العقل»، ثم حفل «تبويس اللحى اللي ضَحَّكْتوا فيها العالم أجمع عليكم قبل أن تضحكوا علينا!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
أضف تعليق