وليد عبدالله الغانم
لا تصدقوا الوزراء.. وصدقوا قراراتهم
عشرات الوزراء مروا على الكويت خلال 50 سنة، لو اطلعنا على تصريحاتهم وأقوالهم ومقابلاتهم الصحفية لظننا ان الكويت ستصبح دولة في الفضاء وخارج هذا الكون بسبب أحلامهم الوردية التي دغدغوا بها مشاعر الناس على عقود توالت.
كل ما جاءنا وزير قال سأصلح الوزارة وأجدد معالمها وانفض غبارها وأحقق الاصلاح المنشود وأعيد إليكم الحقوق، واضع بصمتي في تاريخ الكويت وأخطط للمشاريع وأطبق اللوائح، وأنصف كل مظلوم وأحافظ على أموال الدولة، وبعد ان يذهب هذا الوزير نكتشف زيف تصريحاته.
كلام الوزراء كبير ولو انهم صدقوا في نصف ما قالوه لنا لكانت الكويت في وضع أطيب من الوضع الذي نحن فيه عشرات المرات لكن للأسف ما أجمل كلام الوزراء وما أتعس أفعالهم – إلا من رحم الله – وقليلون هم.
أصبحنا لا نذكر خيرا للوزراء الا استقالتهم، فأطيب انجازات الوزراء في الكويت هو تقديم استقالاتهم احتجاجا على موقف حكومي غير مرغوب فيه، وهذا أمر جيد ونتمنى تكراره، إذ لو ان كل وزير حافظ على كرامة الشعب وحقوقه بالقول والفعل لأجبرت الحكومات الكويتية المتتالية على التفرغ للانجاز وتصحيح الأوضاع، لكن ليس هذا هو الدور الأوحد للوزراء وانما الأصل فيهم تطبيق القانون وخدمة الشعب وتطوير مؤسساتهم فهل فعلوا ذلك حقا؟
نعجز عن تقييم أداء الوزراء المتعاقبين في الدولة لأسباب عديدة منها الخصومات السياسية بين المجلس والحكومة التي قد تظلم الوزير المجتهد وتبعد الأضواء عن الوزير السيئ لأسباب لا علاقة لها بالأمانة وحسن الأداء وانما للاستقطابات السياسية والكيانات الاجتماعية والمصالح المتبادلة بين القوى المتنفذة في الدولة.
أتمنى من اخواننا الوزراء ان يتوقفوا عن اطلاق التصريحات العنترية بالوعود الحالمة للوطن وأهله، وان يتفرغوا فعلياً للعمل والانجاز، فإذا ما اصدرت وزاراتهم قرارات حقيقية تنفع الناس وطبقتها، فههنا ما أحلى اصواتهم وهم يصرحون، واما البروز الإعلامي الخادع الذي يتحفنا به بعض الوزراء كل حين، فهذا لا ينفع أحداً سواهم حيث يطيلون به أمد بقائهم في الوزارة ليستفيدوا هم ومن خلفهم والعوض علينا.. والله الموفق.
***
• تغريدة اليوم: هل تعلم ان «أعضاء المجلس التشريعي سنة 1938 اتخذوا قرارات بالغاء مكافآتهم الشهرية ليعملوا تطوعا وبلا مقابل».. ما شافوا اللي يبون 5750؟!<div><br></div>
أضف تعليق