أقلامهم

سعود الذويخ يحذر صاحب العمامة من خطر اللسان ومخالفة السنة والقرآن

سعود صالح الذويخ 

هيبة العمامة وسمت الإمامة

العمامة رمز للعلماء النجباء، ويتخذها البعض رمزا للانتساب لاهل البيت الأطهار، ومن يعتمّ بها يجب أن ينزلها المنزلة اللائقة بها، كونها ترمز للدين والعلم، فسمت العلماء كما قرأنا في سير الاولين هو سمت يتسم بالوقار والحكمة وعفة اللسان وطهارة الجنان، والبعد عن سفاسف الامور، وتجنب مواطن الزلل ومواضع الشبهة، ولم يكن من ديدنهم «الهذرة» في كل منتدى ومحفل ــ فمن كثر هذره كما قيل قل قدره.

وارجع بالذاكرة الى الوراء حين كان صاحب العمامة يكتب في الصحافة، وكنت استمتع بمقالاته، واعجبني مقال له بعنوان «السكوت من ذهب»، ففعلا السكوت أحيانا لا سيما في مواطن الجدل العقيم الذي لا طائل من ورائه، يكون من ذهب، فيا ليت من كتب المقال التزم بما كتب، فوالله كان خيرا له، ولما فقدت العمامة هيبتها، ولما تدحرجت، ومن حيث ان كان كتاب الله هو النور الذي يزيدنا ايمانا ورفعة بسمو الأخلاق، فاسمحوا لي بأن استرشد بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، لنتعلم منهما، ويسترشد بهما النواب الذين نظن انهم ان شاء الله على خير، والذكرى تنفع المؤمنين.

قال تعالى «لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم» النساء 148 يعني: لا يحب الله الجهر بالقبح من القول الا من ظلم، فيجوز للمظلوم ان يخبر عن ظلم الظالم، وان يدعو عليه. قال الله تعالى: «ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل» الشورى ــ 41، قال الحسن: دعاؤه عليه ان يقول: اللهم أعني عليه اللهم استخرج حقي منه.

واعلم أن خطر اللسان عظيم، ولا نجاة منه الا بالنطق بالخير، فعن النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ انه قال: «لا يستقيم ايمان العبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه، ولا يدخل الجنة رجل لا يأمن جاره بوائقه».

وقال معاذ بن جبل، قلت: «يا رسول الله، انؤاخذ بما نقول»؟ فقال: «يا ابن جبل، وهل يكب الناس في النار على مناخرهم الا حصائد ألسنتهم».

وعنه ــ صلى الله عليه وسلم: «من كف لسانه ستر الله عورته، ومن ملك غضبه وقاه الله عذابه، ومن اعتذر الى الله قبل الله عذره».

وقال صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً او ليسكت». واللعن الذي هو الطرد من رحمة الله لا يجوز لقول رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم: «المؤمن ليس بلعان».