عبداللطيف الدعيج
ملاحظات على التجمع
لقد كتبت مؤيدا قبل تظاهرات يوم الجمعة الماضي وبعدها، كتبت مؤيدا لها لأنه ليس هناك ما يجب ان يختلف عليه، فللناس حق دستوري في التعبير، والاجتماع هو ارقى او اكثر انواع التعبير تجسيدا لانه تعبير بالقول والكتابة والفعل. ولو لم يكفل دستورنا حق الاجتماع لوجب ان نوفر هذا الحق الان، خصوصا في هذا الوقت الذي تتمدد فيه حريات التعبير وتجتهد، وفي الواقع تقاتل فيه، الشعوب المحيطة لنيل حقوقها المبدئية في التعبير وفي تقرير المصير.
لكنني ذكرت انني اختلف، وعمليا لا ازال، مع المتجمعين او المتظاهرين لاسباب عديدة، اهمها انهم هم «المشكلة» وليس الحكومة، وانهم هم من يجب ان يتغير، «تقاليدا وموروثا»، وليس رئيس مجلس الوزراء. ومراقبة تجمع الجمعة اكد صدق ظني وتقييمي للمتظاهرين، فهم المشكلة وليس الحل.
لافتة «حرية حرية… حكومة شعبية» التي انتقدتها في الجمعة الماضية عادت، ويحملها شباب يبدو من مظهرهم، اللحية والدشداشة، انهم من اتباع الحركة السلفية المنشقة عن السلف او من جماعة حزب الامة. وهؤلاء الذين يرفعون لافتات «الحرية» هم الذين وقفوا خلف استجواب الشيخ سعود الناصر على خلفية السماح ببعض الكتب في معرض الكتاب. اي هم من جماعة منع «الشيشة».. مع هذا فلهم «عين» ان يرفعوا لافتات تنادي بالحرية وتتهم الحكومة بالتضييق والحجر عليهم…!!!
من يسمون انفسهم «شباب التغيير» لهم هم الآخرون لافتتهم الغريبة والمتعارضة مع الدعوات الدستورية التي يرفعون. فهم يطالبون «باغلاق قنوات الفساد». يعني يتظاهرون لاجبار الحكومة على مصادرة حرية الاخرين وتسكير «بوز» من لديه اختلاف معهم..!! ليس هناك اعلام فاسد واعلام طازة، وليس هناك اصلا إعلام على حق وإعلام على خطأ. فالجميع له حق ابداء رأيه، ولا ينتقص من هذا الحق ايمان الاغلبية او حتى الجميع بخطئه. ولا يجوز هنا محاكمة النوايا او تقييم الاراء والاتجاهات بناء على من يطرحها او يروج لها. فالصراع الديموقراطي هو صراع بين الاراء والافكار وليس صراعا بين الناس او ذممهم. والاعلام المعارض للشيخ ناصر قد يكون اكثر فسادا من الاعلام الموالي له، ولم لا،… فهناك من يدعي ان المتظاهرين انفسهم «يحركهم» اصحاب مصالح ومطامع في الحكم.!!!
هناك من يختلف مع «شباب التغيير» او مع غيرهم وله مطلق الحق في التعبير عن رأيه، ورأيه يبقى «رأيا» كفله الدستور سواء قبض أو دفع للتعبير عنه.
أضف تعليق