أقلامهم

حسن عباس لديه مشكلة مع لقب “ضمير الأمة”

د. حسن عبدالله عباس / ضمير الأمة!

سنتحدث اليوم عن شخصية «الحنجرة الذهبية» النائب الأشهر في الساحة الكويتية مسلم البراك. بو حمود غني عن التعريف لما له من صولات وجولات في الميدان السياسي والشبابي والأمني والاقتصادي والمالي واليمني وصاحب الكلمات الرنانة من قبيل الحيتان وشاويش اليمن والهروب الكبير، وغير ذلك.

اشتهر مسلم البراك بلقب «ضمير الأمة» لما للرجل من تاريخ يُحسب له، أو تاريخ صنفه محبوه بأنه يُحسب له. بصراحة كنت في الماضي على قناعة بأن الرجل وطني من الدرجة الممتازة، لكن بعد المواقف الكثيرة والمتسارعة القريبة منا بدأت اتخلص من هذه القناعة وأستبدلها بالدرجة المتوسطة المائلة صوب الضعيفة!

فاللقب مركب من «ضمير» و«أمة». ضمير أي أنه أخلاقي ويعمل بحسب معطيات القواعد الأخلاقية «السياسية». لكن انتبه أنه ليس «ضمير» حاف، بل ضمير «الأمة» بمعنى أنه يعمل وفق أخلاق سياسية ولمصلحة الأمة كلها، فهي النظام السياسي الكويتي بأكمله ويشمل ذلك رمز الأمة الأمير حفظه الله، ونزولاً إلى بقية أضلاع النظام السياسي كمجلس وحكومة وشعب ودستور. نريد أن نناقش هذا اللقب من دون مجاملة، ولنبدأ بالضمير.

الضمير يعني أنه يسير على خط قاعدة أخلاقية ثابتة واحدة بمرور الوقت. والحديث هنا عن مخالفات يرتكبها الوزير ويتصدى لها «الضمير» مسلم البراك. لكن العمل السياسي للرجل يقول أنه تخبط في محطات كثيرة، ولم يكن الاستقرار والقانون الأخلاقي هو معياره دائماً. فالملاحظ عليه أنه دائماً يستجوب وزراء من خارج دائرة القبائل لمشاكل يكونون «سياسياً» هم أصحاب المسؤولية! فمثلاً مشكلة المخازن الحكومية في عهد وزير التجارة فلاح الهاجري، لم يهاجم البراك الوزير القبلي وتوجه بدلاً عنه لوزير الدولة آنذاك اسماعيل الشطي! ثم تعلمون جيداً كم هي درجة قدسية ديوان المحاسبة لدى الشعبي والبراك عند مراقبة الحكومة، لكنها لم تكن بالمستوى المطلوب عندما أدان الديوان محمد ضيف الله شرار (صاحب أطول اسم حكومي في عهده) بالفساد، حينها كان موقف البراك ضد طرح الثقة!

أما الأمة فهي خلل أكبر في مسيرة الرجل الوطنية. فمع أن الدستور والقانون هما منهجية الشعبي كما يصرح الاخوان هناك وناطقهم الرسمي، إلا أنه برغم ذلك باع جزءا أصيلا من الأمة عندما بصم ووقع على استجواب تكتل التنمية الأخير بحق رئيس الوزراء، وهز الأمة حينما تفرغ لمقارعة رمز الأمة بالملاحقة الدائمة لمن وقع اختيار سموه عليه (سواءً أصلح أم أفسد)، وضيّع الأمة حينما جلس واستمع للطبطبائي بضرورة الانضواء تحت علم أمة غيرنا من دون معارضة مع أنه أعلنها بحنجرة ذهبية مسموعة بقوة 140 ديسيبل أنه يعارض انضمام الأردن والمغرب، وشق الأمة باصطفافه المستمر إلى قطاع القبائل على حساب الحضر! 

لست اشكك بوطنية بو حمود فهو أفضل من غيره بكثير، ولكن عندي مشكلة مع اللقب. المنحنى آخذ بالانحراف بشكل خطير يا شباب الكويت، فانتبهوا!

د. حسن عبدالله عباس

كاتب كويتي