أقلامهم

حضور ساحة الارادة لايتجاوز حضور عرس في “جمعة رد الوزير على الرئيس” .. جعفر رجب

جعفر رجب

جمعة رد الوزير على الرئيس

نعود الى ساحة الارادة، مرة أخرى في جمعة الرد!

بماذا ردوا هذا الاسبوع؟ لم يردوا على رئيس الحكومة، لا جديد، ولا مزيد، وان يتجمع ألف او ثلاثة فهو في النهاية لا يتعدى حضور عرس بخيمة وعشاء مجاني، والاهمية لا تكمن بكم حضر بل بمن حضر، وهذه حفرة لم يستطيعوا الخروج منها حتى الآن! الجديد كان في قصفهم للتكتل الوطني، وبدلا من توجيه الضربات الى الرئيس تم توجيه السهام الى الوطني، وإحراج الوطني، والتصفيق على جرح الوطني، والعنجري الوطني جالس يصفق مع كل كلمة توجه ضد اصحابه، وتكتله، لانه يبدو انه كان يسمع خطابا غير الذي كنا نسمعه!

لا جديد تحت الغبار في الكويت، الا جديد الشيخ احمد الفهد، وبما الموضوع اتهاماته بالسرقة والفساد، لذلك كان لابد من التعريض به، واتهامه بالفساد، لابأس «الشيخ ما يزعل» مادام هذا الاتهام والشتم هو طوق نجاته من الغرق السياسي، فلا عاقل يقبل الغرق لانه يرفض ان يسلم على اعداء الامس واصدقاء اليوم، ولابأس ان يكون شعار المرحلة لرجل المرحلة «اشتمني وانقذني»! والعنجري جالس يصفق بحرارة ويبتسم، ويحرك رأسه فهو فاهم اللعبة!

تحدثنا عن الانقاذ، انه انقاذ بقايا معركة وزير التنمية، لقد رمى «الضمير البراك» طوق النجاة، عن طريق خلط الاوراق! ماذا نعني بخلط الاوراق؟ نعني ان تخلط ورقة نقل معلمة من مدرسة الى اخرى، مع ورقة اختلاس ملايين الدنانير في النفط، مع ورقة انسحاب اسرائيل من المستوطنات، مع حقوق العمال في الارجنتين، وفي النهاية لا ترضى ان تقف مع التكتل الوطني ضد الفهد، الا اذا حلت مشكلة جزر الكوريل بين اليابان وروسيا… والعنجري منتبه ويصفق مع الجمهور!

تبرع البراك بالنيابة عن تكتل «الا الفهد» بخلط الاوراق، وايجاد مخرج للفهد من كهف الاستجواب، عبر وثيقة «حق يراد بها باطل» ويراد بها انقاذ التنمية ووزيرها، وتبرير تراجع «نهج» عن نهجها المعارض للفساد لان الآخرين لن يوقعوا الوثيقة! وهم يعلمون علم اليقين ان توقيع الوثيقة بالنسبة لهم لا يؤخر ولا يقدم، ولا يضر ولا ينفع سوى الشيخ احمد! وسقوط الرئيس شبه مستحيل بالتصويت في البرلمان، لكنه ليس كذلك مع الشيخ احمد الفهد!

لا ردود الوزير انقذته من التهم، ولا مذكرته التبريرية التي يبدو ان حلاقا باكستاني مستعجلا كتبها بين حلاقة رأسين، او دكتورا – لا احد يعرفه – كتبها بين وضع اختبارين لطلبته، فكانت مذكرة هابطة اكثر من واقع المجلس، وكان لابد من منقذ اسمه الشعبي…! والعنجري مازال يبتسم ويصفق!

انها جمعة «الرد» على الرئيس، من قبل الوزير! 

وزارة التربية وضعت ألف مبرر لفصل الطالب، ليس من بينها الاعتذار عما اقترفت ايديهم! ومن دون حياء سربوا للصحف انه قال «مصر عالي عالي والكويت تحت…» مع ان هذه المقولة ليست مصرية بقدر ما هي كويتية يرددها متعصبو الاندية لدينا، ولان المصري من «سبعتالاف» سنة وهو يلبس جزمة، ولا علاقة له بالنعل، وفي النهاية حتى لو قال وشتم وسخر في «هوشة» مع كويتيين «فهو في النهاية طفل، يا ناس يا عالم يا تربية انه طفل»… «بس تعال وفهم» وزارة الاستخبارات التربوية!

من غرائب البلاد، ان وكيلة وزارة قريبة من وزارة التعليم العالي، ندبت رئيس جميعة قريبة من جمعية مشرف، الى مكتبها مقابل توفير كافة مستلزمات البيت وبالمجان…!