أقلامهم

وضحة المضف عن جلسة الثلاثاء: الكل كذب على الكل، والرجال تصاغرت بعد أن رأينا كيف لطخ الدينار شرف الذمم واستباح عرضها في وضح النهار

وضحة المضف

جلسة الغضب وكسر الجرة

في جلسة الغضب يوم الثلاثاء الفائت بدا المشهد السياسي موبوءاً للغاية والشعب مجروحاً والكويت تتلوى من طعنات الخاصرة المكررة من أبنائها، فالكل كذب على الكل، والرجال تصاغرت بعد أن رأينا كيف لطخ الدينار شرف الذمم واستباح عرضها في وضح النهار… في استجواب الغضب لم نعد نعرف بعضنا بعد أن سقط المسمار وسقطت معه الحدوة وتعثر الحصان ومات الفارس ولم نلحق بالجنازة. اليوم لابد من توجيه رسالة مستحقة للمعنيين بالأمر بعد إغلاق «الفرية» في الجدار الحكومي… فعليكم أن تجلسوا ساعة صمت ولتفكروا بعقولكم قبل أن نفقد عقولنا بفعل اليأس والإحباط، عليكم أن توقفوا هذه المهازل المسؤولون عنها وحدكم، وليفكر المسؤول بالسائل… فقد آن الأوان ليساهم الكل في تنظيف الغبار السياسي الملوث الذي علق على جدران الدولة حتى هاج وماج الناس وخرجوا للشارع ليهتفوا للنظام والوطن. خرجوا حباً للنظام الذي يريدونه أقوى وعشقاً للوطن الذي يريدونه أفضل، فالشعب لم يكن يوماً عدواً لوطنه ولكن ثار على الفساد لتصحيح مسار الحكومة أو لترحل وليحل محلها الأقدر.

نعلم أن الحكومات لا تصنع المعجزات ولكن قادرة على إنجاز البرامج وهذه البرامج لا يستطيع انجازها وترجمتها على أرض الواقع إلا رجال دولة، ورجال الدولة هم من يتفرغون لخدمة الشأن العام لا خدمة مصالحهم التجارية البحت التي ضيعت البلد، فنحن نحتاج في هذا الوقت العصيب لفرسان شجعان يقودون الجياد ويتخذوا سائسين بارعين متمرنين على سياسة الجياد لاجتياز المضمار، فقد سئمنا اللصوص السياسيين مفاوضي الحكومة التي لو سألناها عنهم لقالت لنا ما هم إلا مطايا نستوي على ظهورهم لنبلغ مرادنا، فسبحان الذي سخر للحكومة هذا وما كانوا له مقرنين وما كتبت إلا لأزيد المطايا متعة. ولا أريد أن أرمي أسماء على الساحة وما وثقت بالمجلس إن كان هناك مجلس إلا لفرط جهلي غفر الله لي وتجاوز عن ذنبي، فالكل صعق بعد جلسة الانقلاب واهتزاز صورة الشيخ أحمد الفهد وانطفاء بريقه بعد أن فقد الإسناد الحكومي الذي فقده الشعب قبله وبدى صراع الكبار مضحكاً ومبكياً في آن واحد. 

على كلٍ بقي في النفق نور لنتعارف من جديد ونتصارح على ضوئه بكل شفافية وليعرف كل شخص ما له وما عليه حتى لا تُكسر الجرة ويضيع الماء دون أن يرتوي أحد منا وستكون حينها الأمور عاليه الكلفة… سأحكي لكم قصة الجرة «لقد أعطى جحا خادما له جرة ليملأها من النهر ثم صفعه على وجهه صفعة شديدة وقال له إياك أن تكسر الجرة… فقيل له لماذا تضربه قبل أن يكسرها؟ فقال أردت أن أريه جزاء كسرها حتى يحرص عليها وإلا فلا معنى للعقاب بعد كسر الجرة». فهل يصفعهم صاحب الجرة قبل أن يلقى الشعب حتفه باحثاً عن شربة؟ عموماً وبصراحة شديدة حاجتنا للوحدة وطنية كذبة بل حاجتنا الملحة وحدة الأسرة… وندعو أن يرزق الله رأس السلطات الثلاث والرابعة الأخرى الحاشية الصالحة التي تتوافر فيها بحق مخافة الله.