أقلامهم

كونوا مثل الكبار في تقبلكم النقد واتركوا ردات فعل الاقزام.. نصيحة يوجهها مبارك الدويلة الى صحافيين ونواب ويخص كاتبا في صحيفة يومية

 



انتقاد الأقزام 


 مبارك فهد الدويله


 
قبل يومين نشرت لي مقابلة في صحيفة «الوطن»، تطرقت فيها إلى الحديث عن ظواهر عدة في هذا المجتمع الصغير، وتعرضت بالتقييم لاداء رئيس الحكومة وبعض الوزراء وبعض النواب.
وقد كانت ردات فعل المقابلة من طرف من تعرضت لهم متفاوتة، خصوصا من الذين انتقدت اداءهم في المرحلة الماضية، ففي الوقت الذي يخطرني مكتب سمو رئيس الوزراء بأن الاحصائية التي ذكرتها عن زيارات سموه غير دقيقة، مما يعني تقبلا للنقد من سموه، وتعاليا على الجراح، والتفكير في تصحيح معلومة لدي، في هذا الوقت اقابل رئيس مجلس الامة على هامش مناسبة خاصة، وأجده يستقبلني بابتسامته المعهودة ويظهر لي كامل التقدير، مما يؤكد سلامة صدره من اي مشاعر مخالفة.
هكذا الكبار في تعاملهم مع النقد الموضوعي، فسمو الرئيس اكثر شخص بالكويت يتم انتقاده بشكل يومي، ومع هذا لم نعهد منه حقدا على خصومه او من ينصحه ويقيمه، وكذلك رئيس مجلس الامة الذي يظهر ما يبطن من دون تكلف.
لكن اين العلة..؟
العلة في بعض الزملاء، سواء نوابا او صحافيين او مسؤولين، الذين ما إن يداس على طرف ثوبه حتى قامت قيامته.. لانه يرى في نفسه انه فرعون زمانه (ما اريكم الا ما ارى). هذا النوع من المسؤولين لا يهمه اصلاح نفسه ولا تصحيح مساره، لانه اصلا لا يرغب في هذا الاصلاح، وليس من اولوياته، بل همه نفسه وتحسين صورته اعلاميا وانتخابيا.
في مقابلتي المذكورة اتيت على احد الكتاب اليوميين والذين يكتبون في الصفحة الاخيرة لاحدى الصحف، وذكرت انني لن اتعرض له لانني لن استطيع مجاراته في الكتابة، ولكن يبدو ان شره فينا فينا مهما تحاشيناه.
الله لا يرحم صدام حسين (بإذن الله) الذي قال في احدى مقابلاته الصحفية ينتقد احد الزعماء العرب: «هذا مثل التليفون العام شقد تحط بيه فلوس شقد يحجي».
ختاما.. اتمنى من زملائنا النواب والمسؤولين والكتاب يوسعون صدورهم علينا في تقييمهم، وان لم يتمكنوا من ذلك فيلردوا، لكن بالاسلوب الراقي نفسه الذي نخاطبهم به وبعيدا عن التجريح والكلام السوقي، لان الزملاء في القبس يشطبون الهابط من القول، وكذلك اخلاقنا اصلا تمنعنا من ان ننزل بها الى ذلك الحد.
كونوا مثل الكبار في تقبلكم النقد واتركوا ردات فعل الاقزام.