كتاب سبر

ثقافة التخوين وبجاحة الصرعاوي

ثقافة التخوين.. وبجاحة الصرعاوي!؟
 
الكويت بها أحزاب.. دعنا عزيزي القارئ نتفق، الكويت بها أحزاب، مع إن الكويت لايوجد بها قانون ينظم عمل الأحزاب، إلا أنّ لدينا (حدس-التحالف الوطني-المنبر الديمقراطي-الحركة السلفية-جمعية الإصلاح-جمعية إحياء التراث)، ولا تقل لي بأن هذه ليست أحزاب؟ لأنني سأتهمك بالكذب.. كلها أحزاب، ولكلٍ منهم شأنٌ يغنيه، وكل حزبٍ راع ومسؤولٌ عن رعيته.
وفي الكويت لدينا كمية تخوين فائضة، نوزع مايفيض منها على الدول المجاورة، ولكل من يعاني من نقص في التخوين، فإن كنت ملتحٍ فأنت سلفي، وإن لم تكن سلفي فأنت حدسي، وإن لم تكن سلفي ولا حدسي.. فأنت أفغاني يعمل في “السكراب” ويتعامل مع اللحى بالفطرة لا الدين، ثلاث لا رابع لهم، وإن كنت تؤيد الثورات في كل الأقطار العربية وترفض أحداث البحرين، فأنت طائفي، ولا تبرر موقفك وحساسية موقف البحرين وإختلاف نظام الحكم بينها وبين باقي الجمهوريات؟ .. أنت طائفي، وإنتهى.


وعلى المستوى المحلي، إن كنت تخرج في المظاهرات المؤيده لإسقاط الرئيس فأنت تبع لمسلم البراك، أو التكتل الشعبي، أو إنك تخرج بإيعاز من دولة الإسطبل لتشتت الشارع عن إستجواب الغانم والصرعاوي للفهد، ولا يمكن أن تكون شاب واعي تقرأ الأمور وبناءً على رؤيتك وقناعتك تخرج!! هي ثقافة التخوين. ومن جانب آخر، وفي حرب الهوامير.. فإن لم تكن “مرزوقي” فأنت “أسطبلي”، أي إن كنت تقف بصف الوزير الفهد فأنت إسطبلي، وتعمل لصالح الفهد مقابل مبلغ من المال، وإن كنت تقف مع مرزوق ضد الفهد فأنت مرزوقي، تعمل لصالح الغانم وكتلته المبجلة، والتي بدورها تكيل التهم لكل من ينتقدهم، دون معرفة هوية هذا المُنتقد وماهو إنتقاده وعلى أي أساس ينتقد؟ فأنا شخصياً وُجِّه لي هذا الإتهام، فأصبحت إسطبلي بغير حولٍ مني ولا قوة، مع إنّ رأيي معروف.. الفهد وزير فاسد بالثلاثه والأربعة والمليون، وكتلة العمل الوطني كتلة مصلحية بالدرجة الأولى.. فهل يفهم البعض رسالتي هذه؟.


ياساتر.. تخوين في تخوين، بل الكويت تعاني من تخمة تخوينية، تحتاج لعلاج حتى تتخلص من هذه التخمة السخيفة، ماسبب هذه النظره؟ ولماذا هذه الثقافة تنتشر بكثرة هذه الأيام؟ وبما إنّ الموضوع كله مبني على التخوين.. هل هناك من يريد نشر هذه الثقافة عمداً؟ ومن هو؟ هل هي السلطة؟ أم المجلس؟ أم الحكومة؟ ولماذا الشباب ينجرف وراءها ولا يستخدم عقله في قراءة المواضيع وربطها ببعض؟ .. ويترك ثقافة “يالله بينا نخوِّن بعض”..؟
 
***


الأشراف في وطني دائماً ما يُحاربون، والكارثة أنَّ من يُحاربهم غالباً مايكونون نواباً يمثلون الأمة، أو من المفترض أن يكونوا كذلك. ساءنا فعل النائب عادل الصرعاوي بجلسة اليوم، ومحاولته “الواضحة” للإساءة لموظفة في شركة الأوفست في الهيئة العامة للإستثمار تُدعى (نوف) إبنة المستشار ناصر الروضان.. ماتهمتها ياعادل ياصرعاوي؟ يزعم الحبيب الصرعاوي بأنها هي من يحرك الهيئة العامة للاستثمار.. وأنه تم إيقاف مجلس الإدارة بإستثناء واحد إرضاءً لها -على حد قوله- وإنها تتباهى في مقر عملها بأنها “تستطيع الدخول على سمو الأمير وقتما شاءت”، وأن التعيينات لا تتم إلا من خلال بنت المستشار، وأن بعض القياديين في الهيئة يقولون أنهم محسوبين على بنت المستشار!! فأطلقت عليها أنا لقب “السوبر وومن”. أولاً ياسيد عادل، أنت وفي كل حديثك السابق عن هذه البنت، لم تتطرق لموضوع بعينه، ماهو إلا كلامٌ مُرسل “بقصد الإساءة” ولو كنت تملك ورقة صغيرة تُدين بنت المستشار لسمعناك تصرخ ومن خلفك الطبلة والمزمار. تُرى ماذا فعلت نوف لتجعلك تهذي بما لاتدري؟ رد الوزير على الصرعاوي “لا المستشار ولا بنت المستشار يحركون الاستثمارات في الدولة والشكوى التي تقدمت بها بنت المستشار كانت مفتاحاً لمعرفة مايدور في شركة الأوفست (وبناء على توصية ديوان المحاسبة) شكلنا لجنة تقصي الحقائق .. وأقول لبنت المستشار مشكورة وجزاك الله خير على شكواك”. أي أنّ بنت المستشار تقدّمت بشكوى حول (تجاوزات) في الهيئة العامة للأستثمار، وهذا ما أثار حفيظة “نائبنا المتديّن”، وهل الكشف عن التجاوزات يجعلك تغضب؟ أم هيَ مصالحكم الخبيثه؟ وإن كُنت خائفاً على الأموال العامة، هل تريد من يُذكرك بمن “أنقذ” سارق الخمسة ملايين؟ أنت يانائب ياشريف وكتلتك من أنقذه وتغاضى عن الخمسة ملايين وبرأتم السارق بحجتكم الواهية “أستجواب شخصاني”، وإن قلنا إستجواب الفهد شخصاني أدمعت أعينكم.. لا ياسيد، إن كُنت تحاول “ترهيب” نوف الروضان فقط لأنها خائفة على وطنها.. فكلنا نوف، ولن ترهبنا لا أنت ولا مجلسك ولا حكومتك، ومن باب كل مواطن خفير، لن نصمت على كل تجاوز.. حتى وإن كان على أقرب الأقربون.. فإلتزم حدودك، وإحتفظ بما تبقى لك ولكتلتك من إحترام لدينا، أو لديّ أنا على المستوى الشخصي.
 
***
 
ختامها تهنئة ..
أُبارك للزميلة “السبراوية” رانيا السعد “ولّادة” ، لصدور أول رواية لها غداً.. بعنوان “هَوَسْ”، ومنها للأعلى يا أم ناصر.. ومن إبداع إلى إبداع إن شاء الله.
 
***
 
فـلاح الحشَّـاش
 
Twitter @ALHShaSh