أقلامهم

بعد أن اتضحت ظاهرة الصراع الخفي وتجيير المال السياسي.. تركي العازمي يريد قرارات سياسية تبعد كل ساقط ولاقط

ظاهرة الصراع العلني!
تركي العازمي


نريد اللعب على المكشوف، نريد أن نصل لمرحلة نعرف فيها كل راش ومرتش، نريد أن نقضي على «الحرامي»، ونريد التحلي بقيم ثابتة لا علاقة لها بصراع القوى السياسية التي تجير المال السياسي لمصالحها ونريد إزاحة كل ساقط ولاقط من المشهد السياسي!
نحن كشعب لا نقبل بنائب يجري وراء مصلحته وزيادة رصيده المالي ولهذا طالبنا بقانون كشف الذمة المالية، ونرغب الآن بإضافة وثيقة خاصة بالقيم والأخلاق يلتزم فيها الجميع من خلال هيئة مكافحة الفساد، بعد أن أبرزت لنا ظاهرة الصراع العلني مدى تدني المستوى الأخلاقي لبعض ممثلي السياسة!
في الأمس كان «الحرامي» فرد لا يحترم ولا يلقى التقدير من قبل الوجهاء، والآن يتمتع بعض «الحرامية» بمكانة متقدمة وكلمتهم هي المسموعة، ويشكلون خارطة الطريق التي تشبع طموحهم غير المشروع!
وفي الأمس حسب ما نراه في دول مجاورة كانت «اللصوص» تعبث بثروات دولها إلى أن ثارت الشعوب فاضحة ما كان مستوراً ليصبح الصراع ظاهرة علنية بين مفسدي الأمس… ولكن هيهات أن نتعلم!
الشواهد كثيرة حتى قبل ظهور الصراع العلني بين الشيوخ… فكم من شخصية مرموقة لم تكن معروفة بين الأعيان يعني «على قد حالهم» وفجأة ومن دون مقدمات علنية متسلسلة التطورات المالية تجدها تتحدث عن المشاريع وحتى «الملتحي» منها لم تمنعه قيم الإسلام التي تحرم الثراء غير المشروع!
لقد اهتزت العروش من حولنا، واهتز وضع الصراع الخفي لتصبح الأمور مكشوفة و«على عينك يا تاجر»… وما زلنا نبحث عن المخرج الملائم من كارثة «الأهواء النفسية» وما تبثه من سموم أطاحت بكل المفاهيم الحسنة التي ورثناها من الأجيال السابقة!
في نظري إن المجتمع في طبيعة تحركاته الحالية مقبل على نقلة نوعية في طريقة التعامل مع تراكمات الماضي القريب، وإننا نريد من أصحاب القرار إصدار قرارات تحدث التغيير السياسي للصالح العام، نريد قرارات تضيف حالة من الرخاء المعيشي، وقرارات تحسن التعامل مع البشر وكل متورط في الإساءة للعموم يزاح من منصبه فورا، نريد تعليم لائق بعيدا عن «الدكاكين الجامعية»، نريد خدمات طبية، نريد تلبية احتياجاتنا قبل أن يطالبوننا بما هو مطلوب منا، نريد هيئة خاصة بمكافحة الفساد ما ظهر منه وما بطن، نريد وثيقة خاصة بالقيم والأخلاق يلتزم فيها الجميع من دون استثناء. باختصار نريد عقولا تفكر كما كان أجدادنا يفكرون من منطق القيادة الأخلاقية الجيدة. والله المستعان!