عربي وعالمي

ثوار سوريا يدفعون بـ «نصرالله» إلى التراجع

المشهد السياسي الذي تعيشه سوريا في الوقت الحالي وبالأحرى ما يتوارد من أخبار حول انشقاقات متتابعة لعناصر ورتب كبيرة من الجيش السوري عن النظام السوري وانضمامها إلى المعارضة السلمية المطالبة بالحرية، دعا حزب الله اللبناني إلى تدبر الموقف وأن يعيش حالة من (القلق والترقب)، وانتهاج نوع من الاعتدال، والتراجع عن الطريقة الخطابية الثورية التي اعتادها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.


نصرالله الذي ظهر داعماً وسنداً قوياً للرئيس السوري بشار الأسد الذي يقمع نظامه احتجاجات سلمية بطريقة مفزعة حيث تروى أرض سوريا بدماء أبنائها على مدار الساعة حيث وصل عدد القتلى في أقل تقدير إلى حوالي 1300 سوري ما بين رجال ونساء وأطفال يترقب في انتظار جلاء المشهد في سوريا حيث تتصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الرئيس بشار الاسد، منتهجا خط الاعتدال وساعيا الى “تقليص خسائره” على ما يقول محللون وخبراء.


وفي هذا الصدد يقول مدير مركز الاهرام للترجمة والنشر ونائب مدير مركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية وحيد عبد المجيد “يبدو حزب الله في موقع القلق (…) لا سيما بسبب نظرة الناس في العالم العربي والاسلامي اليه، اذ يفترض انه حزب مقاوم، لكنه يقف الان الى جانب نظام يقتل كل يوم العشرات من ابناء شعبه”.


ويضيف من القاهرة في اتصال مع وكالة فرانس برس “لا يختلف اثنان على ان كل ما يجري في سوريا اليوم يؤثر سلبا على حزب الله في لبنان. فسوريا شديدة الاهمية بالنسبة الى حزب الله، انها منفذ اساسي له وداعم سياسي مهم”.


ويقول الاستاذ الجامعي والكاتب اللبناني سعود المولى لفرانس برس “السكوت المطبق الذي يبديه حزب الله يؤشر على الازمة التي يعيشها بسبب الاوضاع في سوريا”.
ويتوقع “الا يتجه الحزب الى القفز الى الامام سواء في الداخل اللبناني او على الحدود الجنوبية، بل ان يتجه الى تسوية داخلية نبيلة مع باقي الاطراف اللبنانيين، وفي هذا السياق اتى خطاب الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الاخير (في مطلع حزيران/يونيو) هادئا”.


وترى الباحثة اللبنانية امل سعد غريب، صاحبة كتاب “حزب الله، السياسة والدين”، من جهتها ان الهدوء في خطاب نصر الله “قد يكون سببه ان المزاج الشعبي العربي الذي يعول عليه حزب الله يبدي تعاطفا كبيرا مع المحتجين السوريين”.