رياضة

نحت اسمه على جدران أبرز الهدافين
الهداف فراس الخطيب.. رقم صعب في الكرة الكويتية

المهاجم السوري ابن حمص ونادي الكرامة “فراس الخطيب”، قاد هجوم نادي القادسية هذا الموسم، متوجاً مسيرته الاحترافية في الكويت بلقب هداف الدوري عن جدارة واستحقاق، هذا اللقب جاء ليثبت انه مهاجم من طراز رفيع، وحاسم في الأوقات الصعبة، حيث اختتم مسيرته بتسجيل هدفه الأهم ضد الكويت في آخر جولات مبارايات الدوري، معلناً عن استحقاق القادسية بنيل لقب الدوري.


هذا القناص، أثبت أسمه بجدارة في الكرة الكويتية، لم يعتمد على قوة فريقه، بل اعتمد على إصراره وإمكانياته الفردية الهائلة التي لا حدود لها، ليكون عنصراً فاعلاً ومرجحاً كفة على أخرى في المواجهات الحاسمة.


ابن الكرامة السوري، تدرج في مراحل النادي من الأشبال مروراً بفريق الناشئين والشباب، حتى وصل للفريق الأول، وتمكن من إثبات اسمه وعلو كعبه على كافة أقرانه، ليمثّل منتخب بلاده “سوريا” ويسطع نجمه مشعلاً الملاعب بتألقه، حتى أصبح ركيزة أساسية يعتمد عليها المنتخب.


بعدها بدأ مسيرته الاحترافية خارج بلاده، في محاولة منه لاكتشاف ما قد يكون مغيباً عنه، ولإيمانه بأن المعدن الحقيقي للاعب لا يظهر إلا بالمشاركة مع محيط مختلف عن ذلك المحيط الذي وجد فيه، انتقل حينها إلى النصر، وهنالك لفت انتباه العربي “زعيم الأندية الكويتية” موسم 20032004، وبدأ بحفر أسمه على جدران ابرز هدافي الكرة الكويتية، بتسجيله 133 هدف، على الرغم من تذبذب مستوى الزعيم وابتعاده عن منصات التتويج إلا في حالات نادرة، لكن هذه الحالات النادرة كان للخطيب دوره الكبير لحسمها لصالح الزعيم العرباوي.


ومن ثم جاء انتقاله المثير في أغسطس 2009 الذي أغضب الجمهور العرباوي كثيراً، حتى وصفوه بالخيانة العظمى، كيف لا وهو ينتقل إلى الغريم والقطب الذي يستقطب أكبر قاعدة جماهيرية في الكويت، انتقل إلى الملكي القدساوي، صاحب الهيمنة الكبرى على  الكرة الكويتية والمسيطر على كافة بطولاته، فـ فريق كهذا كان لا بد أن يغري مهاجماً بمواصفات الخطيب، فهو لاعب يبحث عن الألقاب الجماعية ليقرنها بألقابه الفردية، حتى تكون مسيرته حافلة وتاريخية.


في موسمه الأول حقق مع “الملكي” لقب الدوري وكان الفارق بينه وبين هداف الدوري “إسماعيل العجمي” هدف واحد فقط، وفي هذا الموسم، تكشفت لنا هوية “ابن حمص” الحقيقية، ليسجل 14 هدفاً متوجاً نفسه هدافاً للدوري مبتعداً عن أقرب منافسيه “علي الكندري”بثلاثة أهداف، ومهدياً الدوري للجماهير القدساوية مع هدفه الحاسم ضد منافس القادسية على لقب الدوري نادي الكويت، في آخر جولات الدوري، ذلك الهدف يثبت أن الخطيب ليس مهاجماً مميزاً بكثرة أهدافه، بل تميّزه الحقيقي يكمن في قيمة أهدافه الحاسمة، في ظهوره القوي في الوقت المناسب عندما يختفي الجميع.


ولكن فرحة الجماهير لم تدم طويلاً، بإعلان أم صلال القطري تعاقده مع الخطيب، للظفر بخدماته والاستفادة من إمكانياته وخبرته الطويلة، هذا الانتقال يمثل خسارة كبيرة للكرة الكويتية، لأنها خسارة لمهاجم اضاف الكثير بعطاءه المستمر، وروحه العالية في الملعب التي لا تهدأ، ولكن لا يمكننا إلا ان نتمنى له التوفيق، ونسأل الله ان تستمر تتويجاته على كافة الأصعدة.