سبر القوافي

سهمُ الحواجبِ

مشاركه متميزة .. من قارئ ( سبر ) الشاعر ” إبراهيم الفهيدي ” ..

والذي يصافحنا ..

بهذه المختلفة حتى الزخم :

ولقد رسمتُ لمن عشقني رسمةً 

بين الحواجبِ والعيونِ الذُّبَّلِ

بنتٌ كبرقِ سحابةٍ في ليلةٍ 

ظلماءَ مُعْتِمَةٍ كَلَوْنِ الفُلْفُلِ

وجميلةٌ مثلُ الغواني درةٌ 

أو لؤلؤٌ في جوفِ بحرٍ مُهْوِلِ

شعرٌ يلوحُ بمتنِها مُتَفاحِمٌ 

غَطَّى الروادفَ ليسَ شعرٍ أعزَلِ

وتُزيلُهُ عنْ عينِها بِأَنامِلٍ 

لله دَرُّ عيونِها والأنمُلِ

سهمُ الحواجبِ من وراءِ البُرْقُعِ 

كالعَضْبِ في غِمْدٍ بأيدي صَيْقَلِ

أو راكبٍ خيلاً تلوحُ برجلِها 

ووظيفِها في بطنِ حربٍ مُقبِلِ

قمرٌ يصدُّ بوجهِها عن وجهِها 

إنْ لم تَهِلَّ بِنَظْرَةٍ لم يَهْلُلِ

ويُنيرُ بارقُ ثغرِها في مبسمٍ 

كَجُمانَةٍ في لُجِّ ماءٍ جَدْوَلِ

وبكاعبٍ مِلْئِ الأكُفِ يقودُها 

إنْ لم يُشَدَّ بجيدِها يَتَرَهْدَلِ

ويْهاً حليلةَ بَعْلِها ويْهاً لكِ 

قولي فداؤكَ ما طلبْتَ وهَلِّلِ

يا من لها الأشلاءُ قَطَّعَ وصلَها 

همٌّ وتذكارٌ وضيمُ بلابلِ

وكأنَّ محجرَ عينِها همَّالةٌ 

أو مزنةٌ جادت بماءٍ وابلِ

وكأن فاهاً في طراوةِ ثغرِها 

توتُ البريةِ فوق بطنِ المِفْصَلِ

قاداً يَسُرُّ نواظراً في مشيها 

كالباسقات ولو عرجنا من علِ 

أكْرِمْ بقولِ عشيقةٍ لعشيقها 

أهلي فداؤك يا بنَ قرمٍ أهدلِ

ولقد رأيت بأمِّ عيني قامةً 

كنخيلِ دجلةَ بإعتدال الأرجلِ

إذ لو تهرُّ كلابُ دجلةَ عندها

لَذَكَرْتَ قولي ليتها لم تفعلِ

وسقيتُها كأساً كأن مزاجَه 

ما إن يُساغُ مذاقُه كالحنظلِ

فَتَجَرَّعَتْ بمزاجها كالمُحْنَقِ 

فَسَقَتْ لنا خمراً عُصارَةَ قِلْقِلِ

ففررتُ خوفاً مِنْ وصالٍ علقمٍ 

هَبِلَتْكِ أُمُّكِ مِنْ فراقٍ نازلِ

إبراهيم عياد الفهيدي