عربي وعالمي

قال للنازحين: الجيش من أجل أمنكم وأمن أبنائكم ونتمنى أن نراكم
خطاب الأسد يحبط أشتون

خطاب الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الذي تعهد فيه بحزمة من الإصلاحات لمعالجة موجة الاحتجاجات ضد حكمه لم يخل من إلقاء اللائمة على المحتجين الذين وصفهم بالمخربين، كما لم يخل من نبرة التهديد حيث استبعد التوصل إلى أي اتفاق مع المسلحين، في إشارة منه إلى استمرار عمليات الجيش السوري في قمع التظاهرات المناوئة لنظامه.


إصلاحات الأسد الذي وعد بها يبدو أنها لم ترض عوائل 1400 شهيد سقطوا، كما لم  تظهر في صورة تمكن من تحقيق الآمال الشعبية وتحقيق الحرية والديمقراطية، فقد اعتبر نشطاء خطاب الأسد مخيباً للآمال قائلين إنه فشل في معالجة مطالب المحتجين على مدى ثلاثة أشهر، كما أن نشطاء ومحتجين خرجوا إلى شوارع أحياء دمشق ومدينة اللاذقية الساحلية وقالوا إن الكلمة لم تلب مطالب جماهيرية بإجراء إصلاحات سياسية شاملة.


الأسد عوَّل في خطابه على إجراء حوار وطني من أجل الاصلاح قائلا ان “هذا الحوار عملية مهمة جدا يجب أن نعطيه فرصة لأن كل مستقبل سوريا إذا أردناه أن ينجح يجب أن يبنى على هذا الحوار الذي يشارك فيه مختلف الأطراف على الساحة السورية”.، لكن هل يستطيع هذا الطرح أن يلقى قبول المحتجين الذين يلاقون مختلف صنوف القمع والتنكيل من قوات الجيش السوري وآلاف النازحين إلى الحدود مع تركيا وغيرها.


الأسد الذي أكد أن المحتجين الذين وصفهم بالمخربين  “هم مجموعة فئة قليلة فئة صغيرة طبعاً مؤثرة حاولت استغلال الآخرين حاولت استغلال الاكثرية الطيبة من الشعب السوري من أجل تنفيذ مآرب عديدة فالتمييز بين الفئة الأولى والثانية هام جداً”. وأضاف “سنعمل على ملاحقة ومحاسبة كل من أراق الدماء أو سعى إلى إراقتها… عندما نعمل على تطبيق القانون فلا يعني الانتقام بأي شكل من الأشكال من أشخاص خرقوا القانون”.  دعا في الأخير نحو عشرة الاف شخص فروا من القرى المحاذية للحدود مع تركيا الى العودة الى وطنهم قائلا “هناك من يقول ويوحي لهم بأن الدولة ستنتقم أنا اؤكد لهم بأن هذا الشيء غير صحيح الجيش موجود من أجل أمنهم ومن أجل أمن أبنائهم فنتمنى أن نراهم قريباً في قراهم”.


وإذا ما تصفحنا ردود الأفعال على خطاب الأسد يتجلى الموقف الغربي حيث يكاد الموقف العربي مشغولا عن سوريا بأمور أخرى، ويظهر لنا موقف مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون التي قالت إنَّها محبطة من الخطاب الذي أدلى به الرئيس السوري بشار الأسد الاثنين بشأن الإصلاحات وقالت إنَّ عليه أن يبدأ حواراً حقيقياً مع شعب سوريا.


وأضافت أشتون في مؤتمر صحفي عقب اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي “يتعين على الرئيس الأسد أن يبدأ حواراً حقيقياً شاملاً يتمتع بمصداقية.. ومن شأن شعب سوريا أن يحكم على رغبته في الإصلاح.”، وتابعت “لكن يتعين أن أقول للوهلة الأولى إن خطاب اليوم كان مخيباً للآمال”.