أقلامهم

الزنكي يسلط الضوء على واقع عربي إسلامي مؤلم ويتساءل: هل نحن أغبياء؟

يوسف عبدالكريم الزنكوي

هل نحن حقا أغبياء? 

قبل بضعة أيام احتفل العالم باليوم العالمي لللاجئين, إذ أفادت المفوضية العليا للاجئين في تقرير لها أن عدد اللاجئين من نازحين وطالبي لجوء يتزايد في العالم كل يوم, حتى وصل عددهم بنهاية العام 2010 إلى نحو 44 مليون لاجىء, 80 بالمئة منهم موجودون في الدول النامية. وأكثر من 75% منهم موجودون في الدول العربية والإسلامية. 

منذ نهاية العام المنصرم وبعض الدول العربية تشهد اتنفاضات عارمة ولا تزال مثل تونس ومصر وليبيا واليمن وسورية وهي أحداث ساهمت بازدياد أعداد اللاجئين في بعض هذه الدول بشكل ملحوظ, بسبب بطش أجهزتها الأمنية والاستخباراتية بالمواطنين العزل لمجرد قيامهم بمظاهرات سلمية ينادون فيها بالحرية والديمقراطية. 

الغريب في الأمر أن غالبية حكام هذه الدول العربية والإسلامية يدعون أنهم يمارسون في حكمهم كل مبادىء الحرية والديمقراطية, في الوقت الذي تتضخم فيه قائمة الهيئات الأمنية والعسكرية والاستخباراتية التي تراقب نفس مواطنيهم وتعد كم مرة يرتد إلى كل مواطن طرفه في كل دقيقة. وتزداد حدة الغرابة في أن هؤلاء الحكام يدعون أنهم يحققون العدل والمساواة بين مواطنيهم, في الوقت الذي تفشت فيه البطالة بينهم إلى مستويات كارثية. 

الأغرب كذلك أن نسبة ملحوظة من المواطنين في كثير من الدول العربية والإسلامية وصلت إلى ما دون مستوى الفقر, في الوقت الذي تتناقل وكالات الأنباء أخبارا عن تضخم ثروات هؤلاء الحكام لتصل إلى أرقام مليارية فلكية. رئيس أغنى دولة في العالم وأقوى دولة في العالم -الولايات المتحدة الأميركية  لا يستطيع أن يجمع مثل ثروات بعض الزعماء العرب الذين تجتاح بلدانهم ثورات عارمة, بينما فقراء أميركا لم يصلوا إلى مستوى أغنى الفقراء في أي من هذه الدول العربية. 

فهل معشر العرب والمسلمين أغبياء فعلا- لا سمح الله- أم أن حكامهم يستغفلونهم منذ أن غادر المستعمرون بلدانهم? وقعت بين يدي قصيدة لا أدري من قائلها ولكنها تطابق الواقع المرير لهذه الدول: 

أيا دول شاخت وإن تك أطفال    وقد خرفت من قبل أن تبلغ الرشدا

وقد نفخت حتى تطير بسرعة     ولكنها انشقت لدن نفخها اشتدا

 يرومون ترقيعا لها ورقاعها     تسابقها بالفتق إذ قدمت عهدا

غدت تدعي حرية بكلامها     ولكنها في فعلها تعبد العبدا

لقد أنهكت بالموبقات كيانتها    وفي غيها لجت وجاوزت الحدا

تروم بطب الغرب برءا لدائها     فيطعمها سما فتحسبه شهدا

عقاقير طب الغرب هدت كيانها     فلم يبق إلا العظم قد فقد الجلدا

فما هي إلا الوهم يحكي حقيقة     وما هي إلا الهزل تحسبه جدا

والشاعر أحمد مطر يقول في قصيدته التي كتبها قبل أكثر من ربع قرن بعنوان “قومي احبلي ثانية”: 

فصيحنا ببغاء 

قوينا مومياء

ذكينا يشمت فيه الغباء.

ووضعنا يضحك منه البكاء.

تسممت أنفاسنا حتى نسينا الهواء.

وامتزج الخزي بنا حتى كرهنا الحياء

 يا أرضنا يا مهبط الأنبياء

 قد كان يكفي واحد لولم نكن أغبياء