أقلامهم

مطلوب من المعاق أن يكون بطلاً ليصل إلى مبنى المعاقين.. جعفر رجب متهكماً على الهيئة العامة للإعاقة

جعفر رجب

معتقل المعاقين

الهيئة العامة للمعاقين، تستقبل المراجعين في السرداب، وهذا السرداب لا يستطيع الوصول اليه الا بطل قفز في الزانة، او صاحب حزام اسود في الكونغ فو، او رجل صاحب كرامات عنده بساط سحري وجنّي المصباح، فما بالكم بانسان يعاني من اعاقة جسدية، فسلالمها بنيت بطريقة فنية تساهم في زيادة عدد المعاقين في البلد، ولعلمكم الخاص فالمعاقون الذين لم يتجاوزوا سابقا الخمسة آلاف شخص، الان وصلت ملفاتهم الى فوق الستين ألف ملف، وبما ان الهيئة تستقبل مئتي معاملة يوميا فقط، فان هذا يعني انه الدور قد يصل المعاق بعد 300 يوم!

ولو كنت مواطنا صالحا، محترما، خلوقا، امينا، واردت انجاز معاملة هناك، فعليك باتخاذ الخطوات التالية:

1. تقوم من فراشك قبل اذان الفجر، تغسل وجهك، وتفرش اسنانك وتلبس ملابسك!

2. تركب سيارتك وتنطلق الى اقرب مسجد من الهيئة!

3. تؤذن الفجر بدل المؤذن، وتقيم، ثم تصلي!

4. ثم تذهب الى مقر الهيئة، ستجد على الجدار «طابوقة»!

5. ترفع الطابوقة، ستجد تحتها ورقة مكتوب عليها الاسماء، فتسجل اسمك!

6. اسمك قد يكون الستين او السبعين، فلا تعرف متى جاء البقية وسجلوا اسماءهم!

7. ثم تسلم على الحارس، وتذهب الى المقبرة وتزور الاموات، فلا توجد مولات تفتح قبل شروق الشمس، وفي الفجر الجو رائع لزيارة القبور!

8. بعدها تذهب الى مطعم هندي، وتتفطر من ما لذ وطاب من «الشباتي» والقيمة والبيض مع شاي حليب!

9. تعود الى الهيئة مرة اخرى بانتظار ان يأتي الموظف، ويعطيك الرقم!

10. تنتظر لساعات اخرى ليصل دورك المبارك، وتسأل الموظفة عن معاملتك!

11. الموظفة تقول لك بكل هدوء او عصبية، معاملتك «ماخلصت» راجع بعد اسبوع!

لماذا كل هذا التعذيب لهذه الفئة؟ اجابنا مصدر مسؤول في الهيئة، ان هذه الاجراءات هدفها تشجيع الناس على صلاة الفجر في المساجد!