سبر القوافي

كيف عاشوا في هذا العالم؟

قرأنا لهم كثيراً وأمتعونا  كثيراً..  وأبحرنا في عوالم اكتشافاتهم  و أفكارهم و ثقافتهم  وكتاباتهم.. ولكن هناك جانب وتفاصيل مهمة في حياتهم..

تفاصيل.. دقيقة جداً خلف الكواليس.. يشدّنا إليها فضولنا.. تفاصيل تجعلك تشاهد هذا العظيم بزاوية مختلفة.. تفاصيل بحزنهم وفرحهم.. ووحدتهم!

سأتحدث عن بعض هذه التفاصيل.. وسأنطلق بمعيّتكم.. شمالاً وجنوباً.. وسنعبر الصحاري والبحار.. وسنلتقط من كل بستان.. زهرة وزهرة وزهرة.. وأول الحديث عن الفرنسي “جون باتيست بوكلان” والمشهور بــ (موليير) هو مؤلف كوميدي مسرحي انطلق  على مدى خمسة عشر عاماً بقيادة فرقه جدية من الممثلين المتجولين وأخذ لقب  (موليير) بالنسبة لشخصية أداها فاستمر اللقب معه حتى الوفاة.

وموليير ظل يكافح  حتى نهاية  عمره ووافاه الأجل بعد انتهاء عرض مسرحية (المريض الوهمي) بثلاث ساعات !

وأيضاً الألماني “كارل ماركس”الأديب و الفيلسوف والمنظّر الاجتماعي كان والده يريد أن يكون محامي.. ولكن ماركس رفض وحاز على شهادة الدكتوراه في الفلسفة!

وصفه أحد أصدقائه : بأنه عريض المنكبين واسع الجبهة كثيف الشعر وداكن إلى حد الزرقة. كان حيويا نشيطا لا يهدأ له بال لا ينام إلا أربع ساعات في اليوم!

أما  الأديبة الفرنسية “سيمون دي بوفوار” تعرفت على “سارتر” عام 1929 في الجامعة أثناء دراسة سارتر للفلسفة .. ونشأت قصة حب بينهما حتى وفاة  سارتر عام 1980 ولم تتزوجه!

الألماني الشهير “نيتشه” له حياة غريبة فقد كان يفشل في كل قصة حب بسبب نظراته الحادة والمخيفة برأي الفتيات لذلك عاش كئيباً ودخل في أواخر عمره للمصحة العقلية وأخرجته والدته منه ليموت عندها! وفي أحد الأيام  أشتد المرض على نيتشه وقد وصى أخته أن لا تدعو قسيساً : (ليقول الترهات على قبري أريد أن أموت وثنياً شريفاً) ولكن  وصيّته لم تنفذ فلقد قرأ أحد القساوسة التراتيل عند جثته! 

الفيلسوف الألماني “شوبنهاور” مات أبوه منتحراّ وهو في السابع عشر وعاش بعد ذلك حياة مزرية وتعيسة بسبب والدته التي أقطعت كل قيود الفضيلة واتجهت للتحرر الكامل وأدى ذلك إلى قطيعه بينهما حتى موتها ولم يرها!

وسلوك أمه هذا أنتج له شعور سيئ تجاه النساء جميعاً  ولازمه هذا الشعور حتى وفاته  ولم يرتبط بامرأة بتاتاً وقد قام شوبنهاور بالتدريس بجامعة برلين ولم يكن موفقاً  ولا مقبولاً من الطلاب حتى قبل نهاية عمره بقليل عندما باع القليل من كتبه واشترى شقه عاش فيها  ثلاثين عاماً  بلا أم ولا زوجه  و لا صديق سوى ( كلبة ) اشتراها   لتكون هي صديقته في هذا العالم الشاسع! أما عالم الحيوان الانجليزي الشهير “داروين”  فقد توفى نتيجة لـتعرضه للسعات الحشرات  في  أمريكا الجنوبيه !  ومن العلم ماقتل ..

أما الفيلسوف الألماني “هيجل” عُرف بعد موته؛ فلم تنشر كتبه ألا بعد موته!

و الموسيقار النمساوي العبقري والشهير “موتسارت”  قاد أوركسترا وهو في  السابع عشر من عمره !

وعند وفاته لم يمش بجنازته سوى خمس أشخاص  وليس من بينهم زوجته.. بسبب برودة الجو !!

 وأيضا الموسيقار الشهير الألماني “بيتهوفن” عندما أصيب  بالصمم، امتنع عن العزف في الحفلات العامة، وابتعد عن الحياة الاجتماعية واتجه للوحدة وترك النساء ، وقلت مؤلفاته، وأصبحت أكثر تعقيداً. حتى أنه رد على انتقادات نقاده بأنه يعزف للأجيال القادمة!

وأخيرا الأديب الفرنسي “فيكتور هوجو” كان يرى نفسه قائدا للجماهير وصاحب رسالة و زعيم وروحي!

ولكن ليس بالسيف ولكن.. بالقلم والأفكار..

وأحاديث كهذه غير مملة، وفي الأسابيع القادمة سنتطرق بشكل أكبر  لتفاصيل العظماء ..  لنرى جانبهم غير المرئي.

حسين الشمري

@HAlshammri