د. حسن عبد الله عباس
تحية لمسلم البراك
يقتضي على الإنسان الحُر أن يشكر ويقدر الموقف العزيز والكريم بالضبط كما يندد وينتقد الموقف السيئ والمشين. شخصياً كنت من المتحمسين في السابق للتكتل الشعبي، ولكن وبرغم ذلك انتقدته مرات عديدة حتى أنني في الفترة الأخيرة بدأت أميل أكثر صوب الانتقاد من المديح. ولكن اليوم يجدر بنا أن نمدح أبرز عضو في الشعبي وهو النائب مسلم البراك كون الشكر والمديح أو الانتقاد يقعان بحسب وبمقتضى معيار الموضوعية لا المزاجية والعاطفية.
فبوحمود سجّل في الفترة الماضية مواقف جميلة عدة يجب أن نذكرها من باب تسجيل الثناء والشكر. الأول عندما ندد بتصرف الحكومة بالقائها القبض على المغرد ناصر أبل لمجرد تعبيره عن رأيه. طبعاً موقف البراك مهم هنا على خلاف درجة أهمية موقف «الوطني» من أبل لاعتبار المسافة الكبيرة بين البراك وأبل بالمقارنة بالمسافة فيما بين أبل واعضاء الوطني أو النواب الشيعة. فموقفه يعكس تحرر البراك من عقدة الطائفية، وهو ما تجده مستحيلاً لدى بقية أعضاء المعارضة على شاكلة هايف المطيري الذي وقف مناصراً للتحزب الطائفي وعلى حساب المبدأ الدستوري.
والثاني بخصوص رده للسيارة الجديدة التي امتنع البراك عن قبولها بحجة أن ترسية المناقصة لم تكن بحسب القوانين المرعية. قد لا يكون الأمر من الناحية الاقتصادية كبيراً، ولكني أتحدث عن تسجيل موقف ورمزية سياسية مهمة وذات مدلول بالنسبة لنائب يمثل الأمة وعليه أن يدرك مصلحة الشعب وأهمية القيم والمبادئ حتى على هذا المستوى البسيط. قارن الآن بين موقفه هذا وموقف زميله بالمعارضة المتدين السلفي وليد الطبطبائي، الذي استلم شيكاً بآلاف الدنانير بيده اليمنى ورفع اليسرى مؤيدا لفيصل المسلم لكشفه شيك ناصر المحمد لنائب سابق! أو قارن بين البراك ومرسيدسيه وبين الطبطبائي واقتراحه براتب شهري يفوق الخمس آلاف دينار شهرياً!
علينا أن نكون منصفين يا جماعة، الانتقاد مطلب حضاري عند الاحساس بوقوع الخطأ كما أن الثناء والتقدير مطلوب أيضاً عند المواقف المشرفة، وهو ما سجلته بحق البراك أو غيره أكثر من مرة. فالانصاف مطلوب بعيداً عن العواطف، وبعيداً عن الجور في الخصومة. فكما أن الغوص في الاعجاب غير مطلوب، كذلك غير مطلوب الانتقاد والمعارضة على طول الخط.
أضف تعليق