آراؤهم

إلى شباب الكويت: هل أستغل المفسدون”المعارضة”؟

وجود المعارضة في أي بلد منوط بوجود الفساد، وأن استمرار وجود الفساد وازدياده في ظل وجود المعارضة يعني إحدى ثلاثة أمور: إما أن جهود المعارضة أقل بكثير من طوفان الفساد، أو أن المعارضة أصبحت أداه تستخدم لمزيد من الفساد أو أنه أمر ثالث سيتم مناقشته في ثنايا هذا المقال.

تقدم إلى الوراء:

حينما تسمع كلمة “المعارضة” -وأنت تعيش في ظل بلد ينخر فيها الفساد- يتبادر إلى ذهنك أنها تعني الإسهام في القضاء على هذا الفساد ومحاولة التقدم إلى الأمام والنهضة وغير ذلك، إلا أننا في الكويت ومع تاريخنا الحافل بطول عمر المعارضة ، لم يتغير حجم الفساد الا ازديادا، وأن سجل المعارضة شبة خالي من الانجازات الحقيقية.

إننا بمثل هذه المعارضة والتي ننشد منها التقدم إلى الأمام أصبح وجهها إلى الخلف فأي تقدم منها لا يعني إلا “التقدم إلى الوراء”، لذلك يجب أن ندير وجهها إلى الأمام، وقبل هذا كله لنحاول معاً تحليل سلوك “المعارضة الكويتية”!

الأمر الأول: جهود المعارضة؟

مقارنةً لنشاط المعارضة في الكويت مع انتشار الفساد ، فإنا لا نستطيع أن نقول أنها خاملة، بل مع كثرت الاستجوابات ودواوين الاثنين والتجمعات والمظاهرات وحركة نبيها خمس والسور الخامس وكافي وغير ذلك يتأكد أن نشاط المعارضة يكاد أن يكون بمثل “توهج” نشاط الفساد، إلا أنه بلا تأثير حقيقي وغير قادر على دفع عجلة الإصلاح، بل “زاد الطين بله”، لماذا؟ سنحاول معرفة الإجابة بعد قليل.

الأمر الثاني: هل أصبحت المعارضة أداة فساد؟

لقد بنى المنافقين في زمن الرسول -صلى الله علية وسلم- مسجد “ضرار” وجعلوه ملجأ لهم للهدم دين الإسلام ، لذلك أمر الرسول صلى الله عليه وسلم فيما بعد بهدمه لـ”انحراف الغاية” من وجوده، ومن هذا الحادثة نستنتج أن هذا لا يعني أن المسجد محل إفساد بالأصل وإنما هي أداة تستخدم لعبادة الله عز وجل ولما انقلبت الغاية منه إلى إفساد في الأرض أنتفت منفعة هذه الأداة “مسجد ضرار”.

وهذا الأمر ينسحب على المعارضة بالكويت التي هي بالأصل أداة إصلاح، فإذا انحرفت الغاية واستغلها مجموعة من المفسدين أصبحت وبالاً على مستقبل الكويت، وفي هذا السياق أيضاً يجب أن لا نشكك في نوايا الكثير من أهل المعارضة الذين ينشدون الإصلاح والرقي بالبلد، ولكن لنسأل أنفسنا هل أصبحت المعارضة وأهلها أداة يستخدمها البعض لمزيد من الفساد؟ ومن “هم”؟ وكيف حصل ذلك؟ سنعرف!

الأمر الثالث: “كوكتيل” الأمرين الأول والثاني… كيف؟

إن المعارضة في الكويت لها جهود على أرض الواقع منذ نشأتها، لكن بسبب أن معظم هذه الجهود جاءت على شكل ردود أفعال ولم يتم اختزالها في مشروع إصلاحي ناضج واضح المعالم، فقد تم استغلالها من قبل بعض التجار المتنفذين وبعض أبناء الأسرة الحاكمة لتصفية بعضهم البعض كما شهدناه في أيامنا السابقة.

وأسوء ما في هذا الأمر الخطير هو اختزال غضب الشعب الكويتي في المزيد من الفساد، وهي مصيبة أخرى تمد في عمر الفساد وأهله إلى حين، وبالنظر إلى “محطات المعارضة” في تنقلها بين أطياف الشعب الكويتي ستجد أمر خطير آخر وهي معالم “تقسيم الشعب بشكل عنصري” ، لذلك ستجد المعارضة تنتقل من حضن المذهب الديني إلى حضن القبيلة إلى … الخ دون أن تجد حضن “الكويت” المفقود!

لنصلح المعارضة أولاً:

هذه رسالة منا إلى أهل الرأي وشباب “السور الخامس وكافي والتغيير وغيرهم”: يجب أن تكون هناك ثورة إصلاحية داخل المعارضة لإصلاح شأنها، لأنها المنوط الأول بالعمل الإصلاحي وصد طوفان الفساد، فإذا ما تم استغلالها لأجنده لا تصب في مصلحة الجميع فهذا يعني أن استمرارها بهذا الشكل سينتج المزيد من الفساد إلا إذا كانت المعارضة على قدر من الوعي الكافي لمنع ذلك،  وهنا أريد أن أشارككم في طرح نقاط معينة من شأنها تجديد فكر المعارضة والارتقاء به، منها ما يلي:

  1. يجب إبعاد المعارضة وإبقاءها على مسافة واحده من جميع الأشخاص و الحركات التي ثبت فسادها.
  2. يجب أن تخلو أجندة المعارضة من المطالبة بتغيير الأشخاص إلى المطالبة بتحسين النظام وتطوير الدستور.
  3. تقديم مشروع واضح غير قابل للتجيير لحساب فئة على أخرى وتتم المطالبة به بكل إصرار وبالطرق السلمية.

قدمنا المشكلة ونبذه عن الحل وسأقوم بتفصيل “تجديد فكر المعارضة” في مقال قادم إنشاء الله ،،، والله أعلم

طلال عيد العتيبي

أمريكا

Twitter:@Talal_Alotaibi