آراؤهم

(الرئيس المحمد بين التأزيميين والانبطاحيين)

استجواب يلد استجواب هذا هو حالنا في دوله الديمقراطية والمؤسسات ، معركة المعارضة مع الحكومة ورئيسها تبدوا طويلة ودامية ، الرئيس يتقدم علي المعارضة بخطى ثابتة ويواصل كسبه لأصوات جديدة سواءً ضد كتاب عدم التعاون معه أو ممتنعة، كانت المعارضة سعيدة بالأصوات 22 التي حصلت عليها في استجواب الصليبيخات ولكن العدد تقلص إلي 18 في الاستجواب الأخير ، وقابل للنقصان في استجواب أملاك الدولة الفساد الغذائي الموجه لرئيس الوزراء .كنت أتمني لو اتجهت المعارضة إلي الوزراء حسب اختصاصهم بدلاً من رئيس الوزراء ، لان المعركة محسومة مقدماً . هناك فساد في الدولة وفي جميع المجالات ، وهناك تخلف حضاري نعيشه ، نعاني من تردي الخدمات التي أوشكت علي الانهيار، فالخدمات الصحية سيئة ومثلها الإسكانية والتعليمية ، أما الوضع الاقتصادي للأفراد والشركات فهو مزري ، والحل هو إقرار مشاريع تنموية بالتنسيق مابين مجلس الأمة والحكومة بدلاً من خطط التنمية المطاطية ، وأفضل من سلسلة الاستجوابات اللامتناهية. علي المعارضة وضع قوانين الإصلاح السياسي أولا والقتال من اجلها ، مثل إقرار قانون انتخابي جديد وتحويل الدوائر الانتخابية إلي دائرة واحدة ، وإقرار قانون لتشكيل الأحزاب  ، والإسراع بإقرار قوانين استقلالية القضاء التي طالب بها القانونيين عندها يمكنكم أن تحاسبوا رئيس الوزراء ، ويمكنكم أن تدعوا أنكم تمثلون الأغلبية وليس الأقلية المزعجة.هذه هي الرسالة التي يودّ أن يوصلها الشباب الكويتي إلي نواب الأمة سواءً التأزيميين أو الانبطاحيين  اعملوا الممكن ولا تجعلوا رئيس الوزراء هو هدفكم سواءً في الهجوم عليه أو الدفاع عنه، بل اجعلوا الإصلاح والتنمية هدفاً لكم ، لان الشعب انتخبكم لعمل الممكن وليس المستحيل فالمعارضة رفعت السقف السياسي للمساءلة ليتعدى الوزراء ويصل إلي رئيس الحكومة وهو ابن النظام السياسي ولن تضحي به الأسرة الحاكمة ولن تقدم تنازل خطير كهذا وتفتح باب تغير الرؤساء حسب المزاج السياسي للمعارضة التي تسعى لإسقاط المحمد  ، أما نواب الانبطاح فيستغلون الصراع السياسي من اجل مصلحتهم الخاصة لا من اجل الصالح العام ، فلا مبادرات سياسية لحل المشكلات بين المعارضة والحكومة ولا أجندات إصلاحية يحملها نواب الانبطاح السياسي ، فلم نسمع أن النواب البصامين استطاع أن يجبروا الحكومة التي يستميتون ليلاً نهارً  للدفاع عنها ،أن تتبني الحكومة مشروع إصلاحي يقترحه هؤلاء النواب الحكوميين ، أنهم حقاً مصاصون دماء يتلذذون بشفط دماء الحكومة والشعب علي حداً سواء . أخيرا إجازة الصيف ستبدأ وأتمني أن يفكر النواب الوطنيّون بحكمة وان يتعاملوا بواقعية سياسية ، وان يعلموا أن السياسية هي فن الممكن وليس السعي وراء المستحيل . 

عادل عبدالله بركة