أقلامهم

المجلس الحالي متآمر دائما على الأمة وبعيد عن تمثيلها.. هكذا يرى د.محمد عبدالمحسن المقاطع

مجلس متآمر على الأمة


محمد عبدالمحسن المقاطع


 


منذ انتخابات مجلس الأمة في مايو 2009 يكون المجلس أكمل أكثر من عامين، وهي مدة كافية لتقييم المجلس والحكم على أدائه وأداء أعضائه، وهو باختصار مجلس بعيد عن تمثيل الأمة ودائما متآمر عليها، وهذه بيانات ذلك:
1 – ان نظام الدوائر الانتخابية الخمس التي كانت تعبر عن مرحلة اصلاح سياسي بديلا عن النظام الفاسد للدوائر الخمس والعشرين، أثبت أنه نظام فاسد تماما مثل نظام الدوائر السابق، فهو قد أفرز تركيبة نيابية تغلب عليها مظاهر الفساد، ورهن مقاعدها لسوق المزايدات المالية في شتى المواقف والتصويتات السياسية، كما شاعت أطروحاتهم الفئوية والقبلية والطائفية، وصارت تلك هي العوامل البارزة في توجهات غالبية أعضاء المجلس، وتضاءلت المصلحة والوطنية ان لم تكن متلاشية.
2 – ان المجلس والحكومة معا، فشلا في وضع أولويات أو برنامج زمني للانجاز، رغم اقرار برنامج الحكومة والتوافق على خطة الدولة التنموية، اذ ان عمل المجلس يقوم على الفوضى وردة الفعل في بحث القضايا والموضوعات، كما هو شأن المجالس السابقة بل وأسوأ، رغم تعداد رئيس المجلس ورئيس الوزراء لانجازاتهم في نهاية كل دور انعقاد، وهي انجازات ورقية تعدد عدد الاجتماعات والأجوبة وقوانين أو قضايا هامشية تم اقرارها، ولذا لا نلمس لها أثرا لا تشريعيا ولا سياسيا في أي جوانب ايجابية على البلد والمواطنين.
3 – اهدار الأعضاء للدستور وعدم برهم بقسمهم في صيانته والدفاع عنه، فمنهم من يسهل انتهاك الدستور بالسماح بممارسات وسوابق تتنكر لأحكامه، ومنهم من مارس الانتقائية في التمسك ببعض أحكام الدستور، وهو ينتهك بعضها الآخر ترجيحا لمصالحه الخاصة أو شخصانيته أو للتكسب السياسي الرخيص أو لتبرير انحرافه بدوره الرقابي والتشريعي، أو في تعامل منحرف بحصانته البرلمانية، وآخرون صاروا مرتزقة سياسيين أو دمى برلمانية يحركها المال السياسي أو بعض أبناء الأسرة أو أصحاب النفوذ أو اعطاءات الحكومة وهباتها غير المشروعة، ورغم ذلك وبكل أسف، يتزايدون في الدفاع عن الدستور، وهم أول من فرّط به، وعلى رأس هؤلاء زعامات ورموز كتل ومجاميع نيابية وشخصيات يظن الناس بهم خيرا، وهم بعيدون عن ذلك.
4 – ان عضوية المجلس لم تعد موقعا للتنافس الوطني وموقعا للتكليف، فالممارسات النيابية حولته مكانا للوجاهات والأمجاد الشخصية، وهو سر عدم وجود أي تعاون مثمر بين أعضائه الذين انشغل كل منهم بتحقيق أجندة خاصة، فلم يهتم لحضور اللجان التي بلغ الغياب فيها حدا مفرطا وبصورة موثقة منشورة في «كويت اليوم»، وهو دليل على الحال التي آل اليها المجلس، وتكرر الغياب بصورة مشابهة في جلسات المجلس أيضا، ولم يقرأ أو يحضر أو يناقش على أساس معلومات أو بيانات أو دراسات، بل بارتجال واستعجال على أساس انطباعات وردود أفعال وخطب كلامية لا تقدم جديدا ولا تضيف مفيدا، وهو ما حوّل المجلس الى سوق عكاظ أو ما هو أسوأ من ذلك.
وفي تقديري، فان المجلس هكذا صار عبئا على الأمة، وقد صار بعيدا عن تمثيلها، وكل يوم يمضي مع بقائه يعني مزيدا من الاضرار بالأمة ومصالحها، بحكومييه ومعارضته، فجميعهم قد تآمر عليها لأجندات خاصة، وهو ما يجعل هذا المجلس الأسوأ في تاريخ الكويت البرلماني.
اللهم اني بلغت