يقول المهاتما غاندي: الحرية غير ذات قيمة إذا لم تشمل حرية ارتكاب الأخطاء.
يرى غاندي أن الحرية شاملة كاملة وافية، صالحة لكل زمان ومكان، لا يهزها تأويل متطرف أو متمصلح، مطاطية من طرف وصلبة من طرف آخر، بإمكانها رمي أي من يتشدق بها رياء خارجها للأبد، ويثق تماما بأن حرية النفس المسالمة كما فطرها الله على الخير هي أسمى الحريات، تبدأ من حرية اختيار نوع الأكل إلى حرية ابداء الرأي والسعي لتحقيقه.. دون التعدي على حقوق النفس أو البشر بالأذى سواء بالقول أو بالفعل لذا يقول غاندي: أنا مستعد لأن أموت، ولكن ليس هنالك أي داع لأكون مستعدا للقتل. حريته التي ينادي بها لها أهدافها وطريقتها: السلام، أهم أهدافها إثبات وجود أن للنفس قوة خيرة والتي دائما ما تصل إلى هدفها رغم كل العثرات..
يقول غاندي: «في البدء يتجاهلونك، ثم يسخرون منك، ثم يحاربونك، ثم تنتصر». وهنا ثبت على رأيه بأن الخير ينتصر في النهاية إن كانت العوامل هي المثابرة والثقة بالنفس الإنسانية الطاهرة لا العنيفة.
يقول: «عليك أن تكون أنت التغيير الذي تريده للعالم».. وكل ما قاله وآمن به غاندي من الناحية الانسانية.. يعتبر تسيبا بالنسبة لبعض المفكرين، كأنه ضرب من ضروب الفوضى وعدم الأمان، حيث ان الإنسان برأيهم غير مؤهل لأن يكون الحكم على نفسه ويتصرف على حسب رغباته حتى وإن كانت سلمية فليس هناك حدود لشهوات النفس البشرية فإن أعطيتها مرة فستطلب ألف مرة إن لم يكن مدى حياتها فتبدأ من الخير تدريجيا إلى ما يسبب الضرر للمجتمع بسبب طمعها الزائد في المطالب وتغيير الآراء، حيث يقول تيرنس: «الحرية الزائدة عن الحد تفسدنا جميعا».. يرى تيرنس أن النفس البشرية بها الشر والخير معا وأن هناك من ضعاف الخير سينتصر شرهم على خيرهم فإذا ما تعاون الشر مع الحرية فسيفسد المجتمع.. لذا هو يؤيد كبح الحرية، سواء بالقوانين التي تحدد ممارستها أو بالقمع ربما.
أما روبرت فروست فيقول: «إن ناسبك المجتمع تسمي ذلك حرية». فهو تعريف يختصر علينا ما يحسه البشر حين يختلفون على رأي جديد أو قانون ما حديث الوضع، ففروست يرى أن النفس البشرية شهوانية وهوائية بطبعها ومتى ما اتفق المجتمع مع أهوائها ستميل معه وتؤيده وتصفق له .. وستسمي ذلك الحرية الحقة.. مع أنه من الممكن أن تسمى «قمعا» لمن يختلف معه بالأهواء، وكبحا لعقولهم وحدود بشريتهم.
ولكن مهما اختلفت الأقاويل عن الحرية فستبقى هي نفسها الطائر الحر بآرائه وإيمانه وسربه المخلص.. ويبقى المفكرون أحرارا بآرائهم ولن يغير ذلك من مادة الحرية شيئا مهما تغيرت النظرات لها.
Negative87@
أضف تعليق