أقلامهم

سلطان شقفة العنزي يفند مقولة صحيفة أميركية بأن حكومة الكويت تؤمن الرفاهية لمواطنيها من المهد الى اللحد

الكويت في نظر “النيويورك تايمز”


سلطان العنزي


عندما تكتب صحيفة «النيويورك تايمز» الشهيرة عن الكويت فهذه فرصة لننظر للوضع في الكويت بعيون الأميركيين والغرب عموما. تناول خبر التايمز ميزانية الكويت والتي بلغت 70 مليار دولار أغلبها أدرجت تحت باب الرواتب وخصوصا بعد الزيادات المستمرة لرواتب موظفي الدولة في ظل استمرار نزوح الكويتيين عن العمل في القطاع الخاص، وبررت الصحيفة أن سبب هذه الزيادات هو إرضاء الشعب وإخماد أي فكرة حدوث ثورة مثل باقي الدول العربية. وقد أختلف جزئيا مع هذه النقطة إلا أن أكثر ما لفت انتباهي هو ما ذكرته الصحيفة بأن الدولة ترفه المواطن وتهتم به «من المهد إلى اللحد» (cradle-to-grave). نعم وفرت الدولة للمواطنين خدمات مهمة بالمجان مثل التعليم والصحة في ظل عدم وجود ضرائب، ولكن هذه الخدمات أصبحت متهالكة ولا يستخدمها إلا المحتاج. نعم التعليم مجاني، ولكن المقتدر ماديا فينا يدخل أبناءه مدارس خاصة من مرحلة الروضة حتى الثانوية. نعم جامعة الكويت مجانية بل وتقدم مكافآت للطلبة، ولكننا نركض لإرسال أبنائنا إلى الخارج لأننا ندرك أن التعليم العالي هناك أفضل. نعم الصحة مجانية، ولكننا نذهب للمستشفيات والعيادات الخاصة، ولا نذهب للمستشفيات الحكومية إلا المضطر فلا تضحكوا على أنفسكم. نعم الحكومة توفر سكنا بسعر معقول ولكن المواطن لا يتسلمه إلا بعد سنوات عديدة.
لا أعني بالمقال أنني لا أحمد الله عز وجل على وضعنا مقارنة بدول أخرى. ولكن رغم أن هذه الخدمات المهمة متوافرة بالمجان، إلا أنها تقدم بصورة رديئة ومزعجة تجعلك تهرب إلى من يقدمها بصورة أفضل وإن تطلب الأمر دفع مبالغ طائلة.


*****


بالحديث عن الميزانية، أبدي عجبي ممن استنكر تخصيص الحكومة مبلغ 1.5 مليون دينار لإقامة «حملات دينية»، وكأن هذا المبلغ هو ما سيسبب العجز في السنة القادمة. ما خصصته الحكومة للحملات الدينية لا يساوي 0.007% من الميزانية أي أنه لا يتعدى 7 دنانير من كل 100 ألف دينار تصرفها الحكومة. لو كان راتبك 100 ألف دينار، هل تستكثر التصدق بـ 7 دنانير؟ هل يظن البعض أنه سيعيش مدى الحياة؟ ألا تخشون يوما لا ينفع فيه مال ولا بنون؟