أقلامهم

حول مواقف سفير “شبيحة” العراق في دمشق، يكتب داوود البصري

حول مواقف سفير “شبيحة” العراق في دمشق!

داوود البصري

 

حين انتقدت مواقف وتصريحات السفير العراقي في دمشق الملا الجوادي لم أكن أهدف الى غايات طائفية ولا الى وسائل تشهير شخصية , بل كان هدفي ورائدي الأول والأخير هو ضرورة عدم التدخل العراقي في الشأن الداخلي السوري وبشكل يشجع النظام وجرائمه ضد أبناء الشعب السوري الحر المنتفض الثائر خصوصا وإن سفير المحاصصة الطائفية العراقية كان قد اتخذ مواقف علنية زاعقة مؤيدة للنظام السوري وبطريقة تسيء بشكل واضح للعلاقات مع الشعب السوري الحر الأصيل الذي يسفك جلادو الشام دماءه ويستبيحها في شوارع المدن السورية محاولة منه لتأخير استحقاقات الثورة السورية الشعبية الكبرى التي ستطيح بفاشية البعث المجرم للأبد, ولكن بدلا من مناقشة مقالاتي المنتقدة للسفير العراقي بروح النقد البناءة ووفقا للأسلوب الديبلوماسي فوجئت بالحجم الهائل من الردود الطائفية المريضة والصادرة من الأصوات والأقلام المثيرة للسخرية التي عبأها السفير للدفاع عن شخصه فقط دون التطرق لمواقفه الفضائحية في دعم الفاشية والقتل والموت في بلاد الشام .
للأسف لم أقرأ أي دفاع حقيقي عن موقف السفير العراقي في حماسته المفرطة في الدفاع عن جرائم نظام “شبيحة” دمشق وفي قيادته لتحرك إعلامي لدعم نظام القتلة في الشام, وهو أمر لا ينسجم أو يتناسب مع وضعية سفير لدولة أجنبية. لم يرد على تساؤلاتي السياسية أحد من الذين تصدوا للرد, بل كانت الردود سخيفة ومثيرة للسخرية, تحمل روحا ونفسا طائفيين نتنين, لم يكن أبدا ضمن مقاصدي, وانا أتصدى لتصريحات السفير التي تشوه نضال الشعب السوري وتسخر من دماء شهدائه.
لقد أبرزت الردود كون السفير “كافل اليتيم”! ونصير المظلومين! وصاحب الأيادي البيضاء وهو الرجل ذات النسب العلوي, وكل ذلك الكلام قد يصلح لقيادة حسينية ولكنه لا يصلح لقيادة سفارة أو إدارة عملية ديبلوماسية محترمة.
لقد كشفت الردود السمجة عن طبيعة تصرف أهل القرار السياسي في العراق اليوم ووفقا لأساليب الفزعة العشائرية الجاهلية وليس طبقا لوقائع السياسة واحتمالاتها وأصولها, لم يرد أحد على تساؤلاتي حول اتهام نوري المالكي للنظام السوري بالضلوع في الإرهاب في العراق, فهل كانت اتهامات كاذبة, أم أنها وقائع حقيقية? ولماذا يذهب السفير علاء الجوادي بعيدا للغاية في دعم نظام سياسي مجرم سيحال الى المحكمة الدولية لا محالة? وفي حالة تجريم النظام السوري بتهمة الإبادة البشرية فهل سيتضامن معه السفير علاء الجوادي ويسلم نفسه للعدالة الدولية ? أم أنه ساعتها سيختفي في سراديب النجف? عيب على ديبلوماسيي نوري المالكي التضامن مع القتلة و”الشبيحة” وهم الذين يدافع عنهم سعادة السفير (قدس سره).
ر