أقلامهم

فيصل الزامل يؤكد أن كل كويتي خسر خلال عامين 526 دينارا بسبب عدم إتمام صفقة “الداو”

صرفت “الداو” النظر عن البيع بسبب الأرباح


فيصل الزامل


بلغ صافي ربح مصانع البلاستيك التابعة لشركة الداو عام 2010 مليارا ونصف المليار دولار وهي تتجه الى رقم مليارين ونصف المليار دولار للعام 2011 حسب أداء نصف العام، هذه الأرباح كان من المفترض أن تكون حصة الكويت منها النصف، يعني 213 مليون دينار و356 مليون دينار لهذين العامين، المجموع 569 مليون دينار، وقد بلغ عدد الكويتيين حسب الإحصاء السكاني الذي أجري هذا العام 1.080.856 مواطنا، خسر كل فرد منهم 526 دينارا عن هذين العامين فقط، وقد قررت الشركة صرف النظر عن بيع مصانع البلاستيك التي كانت محل التفاوض، وفي المقابل استمرت في طلب تعويضات عن إلغاء صفقة مستوفية للشروط، وتصل مطالبتها الى ملياري دولار قد لا يحكم القاضي لهم بأكثر من نصف مليار دولار، وهي خسارة أخرى تضاف الى المبلغ السابق.
لقد تقدم مواطنون ببلاغ إلى النيابة العامة تجاه هذا التفريط في المال العام ولا ندري ماذا حدث بشأن هذا البلاغ بعد أن قررت صاحبة الجلالة (الصحافة) أن تسكت عن هذه الخسائر ولو أنها قررت قطع عنق شخص أو حرقه أدبيا لما استطاعت أجهزة العدالة أن تنقذه من براثنها، فهي السلطة الأولى وليست الرابعة، وهي التي تقرر إلغاء مشاريع إستراتيجية ـ وتعتبرها سكرابا! ـ وليست الهيئات العليا ولا مجلس الوزراء ولا المؤسسات المتخصصة، وهاهي تقرر السكوت عن ضياع مليارات الدولارات بعد أن استجابت لتحريك متنفذين كافحوا لإلغائها بتحويلهم أدوات «حرية التعبير» الى «التدمير».


هذه الممارسة «طفشت» شركات نفطية عملاقة نحن بحاجة الى تقنياتها العالية للوصول الى الغاز الشحيح في هذا البلد، فالدخول الى المكامن النفطية عملية بالغة التعقيد ـ تشبه عمليات القلب المفتوح والأورام وبقية المعالجات الدقيقة ـ وإذا لم تتم بشكل سليم فستتسبب في تدمير حقولنا النفطية، في حين تتقن الشركات العملاقة هذا العمل كونها تقوم به على مدار الساعة في جميع القارات على اليابسة وفي المحيطات، وتستعين بها سائر الدول المنتجة، بينما نحن ندمر سمعتها في صحافتنا في تحقيقات يجب أن تكون مهنية ومن خلال أجهزة متخصصة، وليس على يد صحافي يجمع معلومات متضاربة وربما يخضع لضغوط أهواء ومصالح مغرضة.


يا قوم، لقد صارت إيرادات النفط هي المصدر الوحيد لسداد الرواتب وتسيير الخدمات الضرورية في هذا البلد، وستكون خسارة مصانع الداو للكيماويات رقما بسيطا بالمقارنة مع ما سيحدث مع التدمير المتلاحق لصناعة التنقيب واستخراج النفط، الجهاز القيادي اليوم في القطاع النفطي غير متفرغ للعمل، ينتقل من لجان تحقيق لأخرى بسبب الإثارة المشبوهة والتشتيت المقصود، والخاسر هو المواطن ـ الساكت ـ والأجيال القادمة.


كلمة أخيرة: في عام 1923 ذهب ديكسون مع زوجته «فيوليت ديكسون» إلى الدمام للتحضير لمباحثات العقير، سكنوا في بيت القصيبي، أشبه بالفندق، كان معهم في السكن المطل على البحر موظفو شركة تنقيب عن النفط وهو أمر كان يتم بسرية بالغة، لم يتم اكتشافه بعد، علمت هي من زوجها أنهم يبحثون عن النفط، عندما التقت بهم في الصباح على مائدة الإفطار سألتهم عما يفعلونه في هذه الصحراء؟ فقال أحدهم بسرعة «هناك نوع من الفراش الأسود النادر، نبحث عنه هنا». فقالت وهي تضع الزبدة على الخبز، بالطريقة الإنجليزية الهادئة جدا: «صرتم تسمون النفط الفراش الأسود، شيء لطيف حقا».