أقلامهم

ذعار الرشيدي يخلص الى قناعة مفادها أن جل ما فعلته ثورة مصر لم يكن أكثر من إطاحة للرأس وبقاء المشاكل على حالها

بانتظار عمر سليمان آخر


ذعار الرشيدي


باختصار شديد جدا وبلا فلسفة محللين فإن العنوان الأبرز في المشهد السياسي المصري اليوم هو «يبقى الحال على ما هو عليه وعلى المتضرر اللجوء… إلى ثورة أخرى» فكل ما فعلته الثورة المصرية هي الإطاحة بالرأس بينما بقيت جذور المشكلات متسيدة للمشهد، الإطاحة برأس النظام وتغييره كان هو الحدث الفوري الناتج عن الثورة، والشعب المصري الشقيق ككل الشعوب العربية (مستعجل) كان يريد ان يعقب سقوط حجر الدمينو الأول جميع الأحجار الأخرى وهو ما لم يحصل فأصيب بإحباط ناتج عن بطء عملية معالجة آثار النظام، فلايزال المتسلقون والمتملقون وتجار الأزمات والوجوه الإعلامية ذاتها تتسيد المشهد، ولم يتغير أمامهم سوى صورة شخص كان يحكمهم لأكثر من 30 عاما، أما الأمور الأخرى الحياتية الأهم بالنسبة لهم فلم تتغير، لذا لا ألومهم إذا ما أصيبوا بإحباط، إسقاط النظام كان خطوة وأما الإصلاحات المنتظرة فبحاجة لخطوات أخرى وربما يستغرق السير فيها سنوات.
الساسة هم من تصدروا المشهد الإعلامي، ساسة ما قبل 25 يناير هم نفس الأشخاص، لذا لا ألوم المصريين إذا ما أصابهم اليأس وهم يرون أن التغيير لم يشمل سوى الرأس أما سائر الأطراف فمازالت كما هي، وحالة الإحباط طبيعية.


المرتبات لم تتغير وكلما تعلق المواطن المصري البسيط بأمل تحسن الأجور او حتى عودة الأسعار الى طبيعتها أطلق عليه أباطرة المجلس العسكري ومن حولهم شبح الخوف من أن الخزينة ستفلس، أرقام البطالة كما هي، المشكلات هي ذاتها، الأحلام المحطمة هي ذاتها، والزحمة ذات الزحمة، صحيح أن نتائج الثورة لا تتحقق بين يوم وليلة، ولن يخرج عمر سليمان غدا ويعلن تنحي البطالة، ولن يقف وراءه (الراجل اللي واقف وراء عمر سليمان) منتظرا منه ان يعلن رحيل الفقر واختفاء الزحمة، ولكن النتائج ستتحقق وتختفي الآثار «الانسحابية» لزوال النظام السابق عن جسد مصر بعد أقل من عام إن شاء الله فنحن لانزال في الشهر السادس من عمر الثورة.


مصر هي أس العالم العربي من محيطه إلى خليجه، ونجاح ثورتها نجاح لنا جميعا، وأن تكون مصر بخير يعني اننا سنكون بخير، لذا هي الدولة الوحيدة التي أجرؤ على الحديث عنها كتابة ونقدا كمحب وعاشق لترابها، لكل شقيق مصري (مستعجل) أقول مصر لاتزال بخير وستظل بخير شريطة أن يرفع الساسة «التقليديون» أيديهم عنها، فالثورة موجة تغيير وأول ما تضرب اركان التقليدية ستزيل كل الوجوه التقليدية من ساسة وإعلاميين والأهم ستزيل دون تدخل من أحد كل من ركب على موجة الثورة دون وجه حق.