أقلامهم

ذعار الرشيدي يفرق في مقاله بين اللصوصية بمعناها الحرفي واللصوصية التي ترتكب تحت غطاء سياسي وتحالفات مع وزراء وكتل برلمانية

الإعتداء على المال العام والغطاء السياسي


ذعار الرشيدي


«اللصوصية» بمعناها الحرفي هي ان تسرق دون ان يراك احد وان تحاول ألا تترك دليلا واحدا يدل عليك، وتهرب بمسروقاتك ايا كانت الى مكان لا يعرفه سواك أو بعض من شركائك وتذهب الى بيتك او «وكرك» وانت تدعو ألا يتم القبض عليك وتصبح «فضيحتك بجلاجل»، والا يتم تنشر صورتك في الصفحات الامنية وامامك المسروقات التي لا تتعدى قيمتها بأي حال من الاحوال بضعة آلاف من الدنانير. أما اللصوصية السياسية التي تحدثت عنها في مقال سابق بل مقالات سابقة، فتعني عمليا ان تمارس سرقاتك تحت غطاء سياسي متحرك كأن تتحالف مع السلطة او نافذين مقربين لها او كتلة معارضة سرعان ما تنقلب الى المولاة والافضل ان تكون جزءا من تلك الكتلة السياسية، هنا يمكنك ان تستولي على ما تشاء دون ان تخشى ما يخشاه اللص العادي، ومصيبتنا هنا ان الاستيلاء على المال العام في الغالب يتم باستغلال غطاء سياسي يمكن الراغبين من «الغرف» من تلال المال العام الملقاة على قارعة الطريق كما يشاؤون دون ان يخشوا مساءلة او ان يلقى القبض عليهم وتوضع صورهم في الصفحات الامنية. بوجود الغطاء السياسي انت لست حتى بحاجة الى ان تمارس السرقة بمفهومها البسيط الساذج، بل يمكنك ان تقوم بإنشاء شركة غير مرخصة وتزاول ما تشاء من اعمال، فلن يفتح فمه احد من الحكومة، او ان تقوم ببناء مخالف لشروط البناء بـ 8 و10 تدر عليك الملايين بل وحتى 14 طابقا ولن يقترب من مبناك شرطي واحد بل لن يفكر حتى مدير الامن بمجرد التفكير في المرور بجانب مبناك ولو حتى كان يعاني من الانفلونزا. بوجود الغطاء السياسي المناسب يمكنك ان تصبح مدينا بالملايين ولن يفكر «ابن امه» في القبض عليك، وبهذا الغطاء السحري يمكنك ان ترفع اسعار سلع شركائك ولن يفكر في الاحتجاج «آدمي» بل وربما اصبح وكيل التجارة زبونا دائما لديك.
? توضيح الواضح: عندما كتبت عن تجاوز في مناقصة تلبيس مبنيين في الجامعة، وقع خطأ مطبعي انا السبب فيه، فكتبت ان سعر قطعة الرخام وبحسب المناقصة تساوي 2225 دينارا، والصحيح انها تساوي 222.5 دينارا، ولسقوط الفاصلة اعتقد البعض انني وقعت في فخ المبالغة، والحقيقة انني لم اقع في فخ المبالغة اذ ان اغلى وافضل قطعة رخام (متر مربع) في السوق المحلية لا تكلف 50 دينارا مع التركيب حتى ولو كانت تحوي خلطتها نسبة من قطع ذهب عيار 18.