أقلامهم

عدبداللطيف الدعيج يقول إن شباب التغيير الكويتي مطالبون بأن يتخذوا خطاً مغايراً لخط حركات الاحتجاج العربية

الشعب يريد تغيير عقلية الشعب


عبداللطيف الدعيج



شباب التغيير الكويتي مطالبون بان يتخذوا خطا مغايرا لخط حركات الاحتجاج العربية التي هي معنية بالاساس إما باستنشاق نسائم الحرية التي ننعم بكم لا بأس به منها هنا، او انها تسعى لانتشال مجتمعاتها من حالة الفقر التي لا نعاني منها. اي ان عليهم ان يصغوا الى ما كتبه قبل مدة الدكتور احمد الخطيب «على شبابنا في الكويت أن يدركوا خصوصية الكويت وهي ـــ باعتقادي ـــ مميزة عما هو حولنا، لأن طريق الإصلاح ممكن أن يتم بسلاسة غير متوافرة لغيرنا».
اذاً لدينا خصوصية، فحركة التغيير عندنا ليست معنية بالغاء النظام او بالتمرد التام على السلطة، لكنها معنية بتطبيق القانون والدستور والاحتكام الى نظام البلد وليس تغييره. لدينا، الامة هي بالفعل مصدر السلطات، وان تمكنت بعض القوى من تقييد سلطاتها بعض الوقت او في بعض المجالات، لكن يبقى القرار والخيار لدى الناس وفقا للمادة السادسة من الدستور الذي يحكم الحياة ويحدد العلاقات هنا.
من هنا فان مشكلتنا في «الامة» التي لم تع مسؤوليتها بعد، ولم تدرك بشكل كاف الخيارت والسلطات الديموقراطية التي تمتلك. لهذا يبقى مطلب التغيير الاساسي الذي يجب ان نعمل له ونحرص عليه هو «تغيير» عقلية الامة وذهنيتها او الناس الذين هم اصحاب القرار الحقيقي في نظامنا الديموقراطي.
ان تغيير الحكومة او رئيسها لن يجدي نفعا ان ظلت بقية مؤسساتنا وليدة الناس ذاتهم وخيارات الجماهير انفسهم. ان السلطة الحقيقية هنا هي سلطة الامة، اي مجلس الامة «المعين» من قبل الشعب الكويتي، هذا المجلس هو الذي يشرع ويراقب وحتى ينفذ ـــ وان بشكل غير مباشر ـــ السياسات والقرارات. لهذا فان اي خطأ او انحراف في السياسة العامة او عرقلة للنمو الاقتصادي او الاجتماعي هو نتيجة اداء مجلس الامة واجتهاده الذي هو في الواقع انعكاس لارادة الناخب الكويتي ورغبته.
من هنا فان التغيير المطلوب والضروري، هو في تغيير عقلية «الناخب» الكويتي المسؤول الاول والاخير عن الاوضاع الحالية التي يمر بها البلد. باختصار مرة ثانية «ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم».


***
• حكومتنا تدعم الطحين والسكر والعيش، وتتمادى في الكرم فتقدم البنزين والماء والكهرباء باسعار تكاد تكون مجانية. بل انها تتغاضى بكرم حاتمي عمن يتأخر بالدفع او من لا يدفع بالاساس فواتير الماء والكهرباء… لكنها ولسبب ما تحرص على ان تبقى اسعار الانترنت عالية والخدمة فيها منخفضة.. «الخبثاء» او المؤزمون وفقا لحكومتنا يدعون ان الحكومة تتعمد ابقاء اسعار الانترنت عالية والخدمة دون المستوى لانها تسعى، مثل بقية دول التخلف والقمع، الى كبت الحريات وحجب المعلومات عن خلق الله.


عبداللطيف الدعيج