أقلامهم

محمد مساعد الدوسري يعلن رفضه للقرض الكويتي الممنوح لسوريا ويعتبر أن كل دينار منه سيشترى رصاصة لقمع السوريين

30 مليون رصاصة لقتل الشعب السوري  
  محمد مساعد الدوسري
 
قدم صندوق الإنماء العربي قرضا بـ 30 مليون دينار كويتي للنظام السوري البعثي، لاستكمال بناء محطة طاقة كهربائية في سوريا، وصندوق الإنماء العربي يقع مقره في الكويت، وتعتبر الكويت أكبر مساهم في الصندوق، وهو يقدم قروضه للدول العربية في سبيل التنمية الاقتصادية، إلا أن مصير هذا القرض المقدم للنظام السوري البعثي الدموي معروف سلفا، إذا ما عرفنا حجم الانهيار الذي يعاني منه هذا النظام بعد مرور ما يزيد عن ثلاثة شهور من الثورة الشعبية هناك.
ما يهمنا في هذا موضوع هذا القرض هو أمرين، أولا حصة الكويت المدفوعة من هذا القرض، وثانيا هو إلى أين سوف تؤول هذه الأموال، وحصة الكويت المدفوعة سوف تكون أموالا مفقودة بالتأكيد، فهذا النظام إلى طريقه للزوال، وتتحدث وسائل الإعلام عن عملية منظمة لتهريب أموال أفراد النظام ومناصريه إلى لبنان ودول أخرى، لعلمهم اليقيني أن النظام تعدى مرحلة الأيلولة للسقوط إلى حتمية سقوطه، وعلى ذلك، فهل من الحكمة أن ندفع أموالنا إلى نظام ساقط؟.
الأمر الآخر والأكثر أهمية، أن هذه الأموال تذهب بالتأكيد إلى نظام يرتكب مذابح بشعة بحق شعبه، ولا يستبعد عاقل استخدام هذه الأموال لدفع رواتب “الشبيحة” المستأجرين لارتكاب المذابح، أو شراء أدوات القمع المختلفة واستخدامها في أجساد أفراد الشعب الأعزل، فهل من المعقول أن يرضى الشعب الكويتي بهذا الأمر، وهو الذي عانى من احتلال بعثي شبيه، وناضل لتحرير وطنه من نظام دموي مشابه لذاك الجاثم على صدور أبناء الشعب السوري؟.
إن التعامل مع هذه الأنظمة بعيدا عما تقوم به من جرائم، وتهميش العلاقة مع الشعوب، هو أمر لا يمكن أن يقبل به عاقل، فهذه الأنظمة إلى زوال بالنهاية، بينما تبقى الشعوب وتبقى ذاكرتها حية لا تموت، وكل أمر نقوم به في الكويت سوف تتذكره الشعوب وسيكون له أثره في المستقبل، فكما أشاد الشعب السوري بموقف الشعب الكويتي الداعم له وموقف نواب البرلمان، سيتذكر بالتأكيد كيف تقوم الحكومة الكويتية بتقديم دعم مالي لجلاديه وهو في عز نضاله السلمي أمام آلة القتل البعثية.
هل من المعقول أن يكون الشعب الكويتي وبرلمانه أكثر وعيا وإدراكا لمصالح البلاد، بينما تقوم الحكومة بمخالفة هذه المصالح؟، وهل نرضى أن تقوم الحكومة الكويتية بترجمة التعاطف الشعبي الكويتي مع أخوته من الشعب السوري بطريقة معاكسة لهذا التوجه؟، الحكومة الكويتية ملزمة بأن تتماهى سياستها مع رغبة الشعب الكويتي ومواقفه وتطلعاته، لا أن تقوم باتخاذ مواقف قائمة على حسابات ضيقة لا نعلم طبيعتها، إلا أن الخوف كل الخوف هو أن يكون هذا الموقف قائم على مصالح تجارية لبعض التجار الكويتيين، هؤلاء التجار المستعدون لحرق الشعوب مقابل مصالحهم التجارية، فهل من المعقول أن ترتهن السياسة الخارجية للكويت بيد جشع التجار؟، أتمنى ألا يكون سبب هذا القرض تخوف التجار على مصالحهم المرتبطة بهذا النظام البعثي.
ثلاثون مليون دينار كويتي هو المبلغ المقدم للنظام السوري، كل إنسان مسلم عربي يرى فيها ثلاثين رصاصة موجهة إلى صدور أبناء الشعب السوري، فهل نحن على استعداد لرسم هذه الصورة السيئة لنا، بعد أن أثبت الشعب الكويتي عراقته وإنسانيته عندما تضامن مع الشعب السوري في وجه الطاغية؟ أم تبقى صورة الشعب الكويتي كما هي متضامنا مع الشعب السوري؟، لكم الخيار في أي الصورتين تفضلون يا كويتيين.