منوعات

الذاكرة البشرية تتكيف مع تكنولوجيا الاتصالات

توصل باحثون أميركيون إلى أن الاستخدام واسع النطاق لمحركات البحث وقواعد البيانات على شبكة الإنترنت يؤثر على الطريقة التي يتذكر من خلالها الأشخاص المعلومات.

تساءل العلماء، بقيادة بيتسي سبارو، أستاذة علم النفس المساعد في جامعة كولومبيا، عما إن كان الأشخاص تتزايد لديهم احتمالات تذكر المعلومات التي يمكن استردادها بسهولة من أحد الحواسيب، مثلما تتزايد لدى الطلبة احتمالات تذكر حقائق يعتقدون أنها ستأتيهم في اختبار. وخلصت دكتور سبارو وزملاؤها لتلك النتيجة من خلال الدراسات الأربع المختلفة التي أجروها في هذا السياق على الذاكرة.

وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين شملتهم الدراسات تتزايد لديهم بشكل كبير احتمالات تذكر المعلومات، إذا اعتقدوا أنهم لن يتمكنوا من العثور عليها لاحقاً، وأنهم لا يبذلون مجهوداً يذكر، حين يعتقدون أن بمقدورهم التحصل على تلك المعلومات، كما أجريت تجربة أخرى هدفها تحديد ما إن كانت تؤثر عملية التواصل مع الكمبيوتر على ما نتذكره بالضبط.

 وقال الباحثون هنا :” إذا أثير تساؤل على سبيل المثال عما إن كانت هناك دولاً لا تحتوي أعلامها إلا على لون واحد فقط، فهل نفكر بشأن الأعلام، أم نفكر على الفور في الاستعانة بشبكة الإنترنت من أجل معرفة الإجابة؟”.

وتستكشف تلك التجربة جانباً من جوانب تلك الذاكرة التي تعرف بالذاكرة التفاعلية، وهي المتعلقة بنظرية ارتكازنا على عائلتنا وأصدقائنا وزملائنا في العمل وكذلك المواد المرجعية لتخزين المعلومات بالنسبة لنا. وعاودت هنا دكتور سبارو لتقول “أحب مشاهدة رياضة البيسبول. لكني أعلم أن زوجي يعرف قواعد اللعبة، لذا عندما أريد أن أعرف ثمة شيء بخصوص اللعبة، فإني أسأله، ولا أكلف نفسي عناء تذكره”. 

وتابعت سبارو بقولها إن تأثيرات الإنترنت على الذاكرة لا تزال غير مستكشفة إلى حد كبير، موضحةً أن تجاربها جعلتها تخلص إلى أن الإنترنت أصبح نظام التخزين الخارجي الرئيسي بالنسبة لنا. وأكدت أن الذاكرة البشرية تتكيف مع تكنولوجيا الاتصالات الجديدة.