أقلامهم

شاكراً سموه على مبادرته
الجاسم يكتب عن “المبادرة الجميلة” ولقائه بصاحب السمو

كان يوم الإثنين، وكانت الساعة تشير إلى الثامنة وخمس دقائق صباحا.. كنت قد استيقظت من نومي قبل ذلك بساعتين على الأقل، كما هي عادتي، على الرغم من أن “نومتي” كانت قلقة لليوم الرابع على التوالي بعد أن علمت بأن قضية أمن دولة جديدة سيتم تحريكها ضدي مصحوبة بقرار حجب موقعي الإلكتروني “ميزان”. رن الهاتف النقال: “ألو.. الأخ محمد الجاسم”؟ “نعم تفضل”، قال: “معك أحمد من مكتب حضرة صاحب السمو”، فرددت: “حياك الله”. قال: “صاحب السمو طالب يشوفك اليوم إذا أمكن تكون عندنا في الديوان الساعة عشر ونص”. قلت: إنشالله.. شكرا”.

دخلت على صاحب السمو أمير البلاد وأنا متوقع أن اللقاء سوف يدور حول مقالي الأخير في موقع “ميزان” وعنوانه “لا خير فينا إن لم نقلها”. استمر اللقاء نحو 35 دقيقة، وبالطبع لا أستطيع نقل مادار لأنني لم أستأذن سموه بنشر حديثه لي، لكن كل ما أستطيع نقله هو قول سموه لي أنه قرأ مقالي الأخير وشعر أنني “متضايج”، ولهذا السبب استدعاني. حقيقة لا أستطيع هنا، ولم أستطع خلال المقابلة أيضا، إخفاء سعادتي بإحساس صاحب السمو بالضيق الذي انتابني من جراء رفع قضية جديدة، فقلت لسموه: “نعم.. إحساسك في محله فأنا أشعر بضيق شديد، بل أن ضيق عائلتي الصغيرة أكثر”. استمعت من صاحب السمو إلى لوم وعتب.. لم يطلب مني التوقف عن الكتابة ولا تغيير مسار الكتابة.. بل أن سموه كان حريصا على أن يؤكد لي أنه لا يزعجه الانتقاد وفق القانون إطلاقا، وأنه لا يخاصم أي طرف وأنه فوق مستوى المخاصمات الشخصية.

تحدث صاحب السمو بكل صراحة وعبر عما في خاطره تجاهي.. وكان اللقاء فرصة ذهبية لي كي أبدد أمام سموه بعض الإشاعات المغرضة التي يروجها البعض ضدي مثل ارتباطي بهذا الشيخ أو ذاك، وأنني أكتب بمقابل مادي أتقاضاه من هذا الطرف أو ذاك. وبالطبع، لم أرغب في إزعاج صاحب السمو في الرد على كل الأكاذيب التي يروجها البعض بحقي، إلا أنني شعرت براحة شديدة مما قاله صاحب السمو لي، وما زلت أشعر بارتياح لأن سموه منحني الفرصة لشرح موقفي ولماذا أكتب ما أكتب.

في نهاية اللقاء كان لدي إحساس قوي بأن صاحب السمو سوف يأمر بوقف إجراءات القضية الجديدة التي لم تصل إلى النيابة العامة بعد، وإجراءات حجب الموقع.. وظهر اليوم (الأربعاء) تم إبلاغي بأنه قد تم وقف جميع الإجراءات فعلا بناء على أوامر سموه.

صاحب السمو أمير البلاد.. نيابة عن أبنائي وزوجتي وجميع أفراد عائلتي الصغيرة وباسمي شخصيا، أتقدم إلى سموكم بالشكر الجزيل على مبادرتكم الجميلة..

وإلى الأصدقاء والقراء الأعزاء الذين تضامنوا معي وعبروا عن دعمهم ومساندتهم، أتوجه بالشكر الجزيل.. مساندتكم لي في القضايا السابقة، وهذه المرة، كان لها أثر طيب كبير، 

نلتقي بعد عيد الفطر بإذن الله، وكل عام وأنتم بخير،

ملاحظة: تم نشر هذا المقال هنا بالتزامن مع نشره في صحيفة “الكويتية”.