أقلامهم

المنشارجي المليفي طالع واكل نازل واكل.. هكذا يراه الدكتور حسن عباس دون أن يسميه

د. حسن عبد الله عباس

المنشارجي

هل تعرفون الرجل المنشار، منشار لأنه يكسب بالطالعة والنازلة. المنشار وجه مألوف ومعروف، يريد العنب والناطور، يريد النيابة كما يريد الوزارة، معارض شرس وحكومي صلب، شعبوي في الندوات وغير ذلك في المعاملات والتصرفات، له وباختصار أرجل وأياد عدة، فوجوده في كل مكان وزمان.

الرجل منشار ويحقق مصالحه الشخصية بأي موقع كان. صاحبنا المنشار يفعل المستحيل ليصل، وفعلا حقق ووصل. ندواته الانتخابية قوية بفضل هجومه المتواصل على الفساد الحكومي على اعتبار أنه مو فاسد ولا يحب الفساد ويقاوم المفسدين. ومع ذلك «ما عنده» مشكلة بمشاركتهم، ألم يقولوا «راع النصيفة سالم»!

المنشار نزل للميدان ووصل لساحة البرلمان وفي جعبته المفاجآت. لا أتذكر كلها لكن أذكر أنه كان أحد الأسباب الرئيسية لحل مجلس الأمة حينما مزق القانون الحكومي قبل أعوام بشأن تغيير الدوائر الانتخابية، ما يبيله، فهو معارض شرس ولسانه قصّاص!

فالمعارض الشرس لناصر المحمد، كان الأول من نوعه وفي تاريخ الكويت وقدم استجواباً بحق رئيس الوزراء (أو هدده بتقديم الاستجواب) على خلفية مصاريف الديوان. ومع أن المصاريف لم تنته، الا أنه قبل وزيراً في البلاط الوزاري.

فهو الأول في الكثير من المواقف. فهو الأول من حيث توزّر التربية من خارج السلك التعليمي. وبعد موضة التكتلات صار عضواً في تكتل اسمه «الوطني»، لكنه لأنه لا يعرف الا ويعيش مميزاً فبذلك خالف توجه التكتل والقوانين «الوطنية» وسبق الجميع بالتنديد بالمؤبنين في قضية مغنية الشهيرة. 

زميلنا لا يقتنع بنظرية الفرصة البديلة المعروفة بالاقتصاد، لذلك أخل بتصريحاته التأبينية وتراجع وهذّب كلامه بعد ذلك تماشياً مع الموازنة بين ادراكه الوطني ومكسبه الانتخابي!

المنشار لأنه يريد اقتناص الفرص وبعدما خسر الانتخابات، وجد ضالته في التكسب الشعبي من على ظهر البعير الوزاري، فمنها مميزات مادية ومنها بهرجة اعلامية ومنها دعاية شعبوية من الاعلام الرسمي، فها هو يسير على بركة الرحمن. هو ذكي بلا شك، فأول قرار كان التلميح بامكانية النظر في الشهادات المضروبة، فتصريحه وضعه في المنتصف، فلا يؤيد ولا يعارض، بل يعيد النظر فقط، ان هيك او هيك أنا كسبان! وثنّاها بضربة شعبوية قوية بتحميره للعين وفتح أبواب الجامعة لقبول الآلاف، طبعاً من ورائهم آلاف شعبوية مؤلفة!

من هذا الباب وبعد التعرف على شخصية النائب الوزير المنشار صيّاد الفرصة والفرصة البديلة، نسأله لماذا عينك الحمرة قادرة على تسجيل آلاف الطلبة وازرورقت واصفرّت عن عشر طالبات لكلية الطب… نصيحتي للطالبات وبدل من التوسل لدى النواب، أجمعوا مئتي توقيع من أبناء الدائرة الاولى وساوموا الوزير بما جمعتموه!