أقلامهم

غنيم الزعبي يروي معاناة الكويتيين وعذاباتهم قبل الدخول الى مبنى مجلس الأمة

الشعب ممنوع من دخول بيت الشعب
غنيم الزعبي


هل جربت الذهاب إلى مبنى مجلس الأمة في أيام لا تعقد فيها جلسات، ستصدم، حيث لن يسمح لك بالدخول إلا بإذن مكتوب من سكرتارية احد أعضاء مجلس الأمة، ويجب أن يوصلها هذا السكرتير بنفسه لبوابة الحرس الوطني وهي مسافة طويلة جدا، وغالبا ما يعتذر موظفو مكتب النائب عن إرسال الإذن كونه بمفرده في المكتب، ولا يستطيع الحضور إلى البوابة، ولكن إذا هداه الله وأراد مساعدتك فسيرسل أحد الفراشين مع ورقة الإذن بالدخول إلى المجلس بعد أن «يزرعك» أكثر من نصف ساعة عند البوابة في الشمس الحارقة حيث لا كراسي ولا غرفة انتظار، فقط شباب الحرس الوطني الذين ينظرون إليك بشفقة وهم يعرفون بواطن الأمور ويعلمون أن الهدف من هذه الإجراءات المعقدة هو تحويل مبنى المجلس إلى حصن مغلق بالكامل يختبئ فيه النواب من أبناء دوائرهم، لكن لا حول ولا قوة لهم فهم يتبعون التعليمات الصادرة لهم من الأمانة العامة للمجلس بحصر دخول المبنى في أدنى حد ممكن.
غريبة كيف تدور الأيام وتتغير الأحوال، النائب الذي كان يطاردك من ديوانية لديوانية، ويكلم أقرباءك وأصدقاءك كي يعرفوه عليك، الآن يتخندق داخل هذا المبنى ويتمترس خلف قوات عسكرية مسلحة وجيش سكرتارية يحفظ ألف عذر وعذر لكي يجنبوا النائب الالتقاء بك.


***


بعد صدور القانون الثاني لصندوق المعسرين كان به خطأ فاضح يهدم مبدأ العدالة والمساواة بين المواطنين، لذلك قمت بكتابة موضوع عنه في أحد المنتديات وذكرت اسم النائبة د.رولا دشتي بصفتها عضو اللجنة المالية وعتبت عليها كيف لم تنتبه لهذه الثغرة، وبعدها بيوم واحد فوجئت باتصال من النائبة د.رولا تطلب المزيد من التفاصيل وبالفعل ذهبت ثاني يوم سعيدا بهذا التفاعل السريع فقط لكي أنتظر أمام بوابة المجلس أكثر من ساعة إلى أن استجاب لي أحد سكرتارية النائب أحمد السعدون وأرسل ورقة بها الإذن للدخول مع أحد الفراشين.


كل هذا المنع والتعقيدات على دخول المواطنين لبيت الشعب غير مبررة وغير منطقية، ففي أميركا تعقد اجتماعات اللجان الفرعية للكونغرس الأميركي ويسمح للعامة بحضور هذه الاجتماعات خاصة إذا كانت للقاء أحد أعضاء الجهاز الحكومي لاستجوابه ومناقشته في احد المواضيع العامة فهذا شأن عام، ويجب السماح لأفراد الشعب بحضور ومشاهدة أداء نوابه في اجتماعات هذه اللجان التي هي المصنع الرئيسي لكل قرارات مجلس الأمة، ولعل حضور الناخبين لاجتماعات هذه اللجان تحل مشكلة فقد النصاب الذي تعاني منه تلك اللجان والتي تبحث الكثير من الأمور الخطيرة والمصيرية والتي كذلك لا تقبل المماطلة والتأجيل من النواب، زبدة الكلام هي افتحوا بيت الشعب لأبناء الشعب.


نقطة أخيرة: يجب التفكير في عقد اجتماعات اللجان الرئيسية والفرعية ولجان التحقيق في أماكن كبيرة ومفتوحة لكي يتسنى للمواطنين متابعتها، فالكثير من القضايا التي تتم مناقشتها في هذه اللجان هي قضايا عامة وليست أسرارا عسكرية.