أقلامهم

وليد عبدالله الغانم يكتب عن نواب الحكومة وجهرهم بالتحالف معها بعد مرحلة الستر

نواب الحكومة.. من الستر إلى المجاهرة!  


 وليد عبدالله الغانم 


 
للحكومة نوابها في مجلس الامة، وهو واقع قديم في برلمان الكويت، وبالنسبة إليّ فلا ادري ان كان هذا الواقع موجودا في المجالس الاولى بعد الاستقلال، لكن قراءة بعض احداث تاريخ الحركة الوطنية الاولى في عهد الشيخ احمد الجابر – رحمه الله – القرن الماضي تظهر ان للنظام من يتكلم باسمه ويتبنى مطالبه، حتى في تلك الايام..
في مجالسنا، بعد التحرير، كان دوما للحكومة نوابها الذين ساندوها في تمرير القوانين، وفق عرضها، أو صوتوا في طرح الثقة الى صفها، واحيانا قدموا الاستجوابات باسمها، أو اختبأوا في دورات مياه المجلس عند طلبها..
اولئك النواب، على الرغم من سوئهم، فإنهم كانوا يتمتعون بميزة حميدة نوعاً ما، إذ كانوا يستحون من فعلتهم ويصمتون بعد مواقفهم تلك، فهم يريدون الستر، وهدفهم واضح: الوقوف الى جانب الحكومة مقابل تمرير الواسطات او الحصول على منافع. وقد اشتهر عن بعضهم تخيير الناخبين بين مساندة الحكومة – ولو بالباطل – والحصول على الواسطات، أو معارضتها وتجفيف منابعه.
ما يحصل الآن من نواب الحكومة امر مريع، انهم لا يستحون من المجاهرة بمساندة الحكومة بالحق والباطل، لقد تجاوزوا الدور المطلوب منهم، من التصويت في البرلمان الى الدفاع عن الحكومة خارجه. انهم – بكل وقاحة – يطلّون علينا عبر وسائل الاعلام يبررون افعال الحكومة واقوالها، ويمتدحون اجراءاتها، ويصرحون باسمها.. وانا اشك في ان الحكومة تطلب منهم ذلك، لكنهم من فرط حاجتهم إليها يتسابقون لنيل رضاها، مهما كانت واقعة في الخطأ والخطيئة.
في المجالس السابقة، كانت الحكومة تصيد بعض النواب الجيدين صيدات خطيرة، فينضمون اليها مؤقتا في احد المواقف، فيتلوث سجلهم الشعبي، ما يحصل الآن ان الحكومة «مو ملحقة» على هؤلاء، لدرجة ان نائبا مثل خلف دميثير، وفي لحظة صفاء، كاد يفرط منها مرة، ولم تلتفت اليه، فعاد اليها مكسورا فعندها بدلا منه الكثير.
لهذا الواقع المرير اسبابه، ومنها ان جبهة نواب المعارضة ليست صافية، فلم تعد لدينا معارضة صرفة وموالاة صرفة، كما في مجلس 1985، وانما عندنا هجين معارضة، فيها وفيها، كما ان الحكومة استطاعت اختراق الكتل باختلافها وترضيتها كل بما يكفيه، كما قال عباقرة التكتل الوطني (سياسة التنفيع وكسب الولاءات والهدر العام)، والآن نحن مبتلون بحكومة عاجزة عن واجباتها ونواب يلمّعون اعمالها.. فأي مصيبة نحن فيها؟! والله الموفق.