فن وثقافة

هكذا كان يفهم الصراع: أن نصلب قاماتنا كالرماح ولا نتعب
ناجي العلي.. 24 عاماً من الغياب والحضور

“هكذا أفهم الصراع: أن نصلب قاماتنا كالرماح ولا نتعب”.. 

بهذه الجلمة اختصر رسام الكاريكاتير ناجي العلي مسألة الصراع القائم مع العدو الإسرائيلي.. بعد أن جسدت ريشته حالة الانهزام والخضوع لما كان  يعرف بالكرامة العربية.. ثم بعد ذلك كانت رصاصة من شخص مجهول كفيلة بأن تسكته عن الكلام .. وعن الرسم.

في أحد شوارع لندن ترصده شخص مجهول لم يعرف على وجه التحديد إن كان عميلا للموساد الإسرائيلي أم لمنظمة التحرير الفلسطينية وفتح النار عليه ليسقط مضرحاً بدمه، بينما ظل حنظلة (الشخصية التي ابتكرها) شاهداً على مراحل الضياع والانحاط والاستسلام.

أمس مرت الذكرى الرابعة والعشرون على اغتيال ناجي العلي، وعلى مدى هذه السنوات كانت وماتزال رسوماته حية نابضة.. عابرة ومعبرة، كأنها تردد ماقاله ذاته مرة: “أن نكون أو لا نكون.. التحدي قائم والمسؤولية تاريخية”.

 أما حنظلة فقد ولد في العاشرة من عمره، ففي تلك السن غادر ناجي العلي فلسطين، وحين يعود إليها يكون في العاشرة أيضا ثم يبدأ في الكبر.. لكن الموت قطع عليه الطريق، ومازال حنظلة في سن العاشرة !.

سئل قبل اغتياله: متى نرى وجه حنظلة؟.. أجاب: عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة، وعندما يسترد الإنسان العربي شعوره بالحرية والإنسانية.

هكذا ظل حنظلة مديراً ظهره للتطبيع والتطويع.. مكتف اليدين، دلالة على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأمريكية في المنطقة.. فهو ثائر وليس مطبعاً.

كان لدى ناجي العلي شخصيات أخرى تتكرر في رسومه، منها المرأة الفسلطينية التي أسماها فاطمة، وهي امرأة لاتهادن، شديدة الوضوح في ما يتعلق بالقضية وبطريقة حلها،بعكس شخصية زوجها المنكسر في كثير من الأحيان.

ولايعرف تاريخ مولد ناجي العلي على وجه الدقة، لكن الأرجح أنه ولد عام 1937 في قرية الشجرة الواقعة بين طبريا والناصرة، وبعد قيام الكيان الصهيوين عام 1948 هاجر مع أسرته إلى مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان، ثم هاجر من هناك وهو في العاشرة، ومن ذلك الحين لم يعرف الاستقرار أبداً، اعتقلته القوات الإسرائيلية وهو صبي لنشاطاته المعادية للاحتلال، ومكث في السجن يرسم على جدرانه،سافر إلأى طرابلس ومنها حصل على شهادة الميكانيكا، وتزوج من وداد صالح نصر من بلدة صفورية وأنجب منها خالد وأسامة وليال وحسنية.

في عام 1963 سافر إلى الكويت ليعمل محرراً ورساماً ومخرجاً في صحيفة الطليعة ثم في صحيفة السياسة ثم انتقل إلى السفير اللبنانية وأخيراً القبس الدولية.

من أقواله: “اللي بدو يكتب لفلسطين، واللي بدو يرسم لفلسطين بدو يعرف حالو ميت”.. وقال أيضاً: ” متهم بالانحياز، وهي تهمة لا أنفيها.. أنا منحاز لمن هم تحت”.