أقلامهم

ذعار الرشيدي يروي قصصا لمواطنين سجناء بسبب الديون والقروض

السجناء على أبواب رمضان


ذعار الرشيدي


6 آلاف دينار حرمت صاحبها من الحرية بعد أن خسر وظيفته في القطاع الخاص بعد الأزمة العالمية، وآخر أدخل السجن بسبب تراكم إيجارات وصلت الى 7500 دينار، وزوجته وأولاده يقيمون الآن لدى أهلها، ومهندس أودع السجن بمديونية سببها نفقة متراكمة، هؤلاء بعض ممن استمعت إلى قصصهم، شعار هؤلاء الثلاثة بالإجماع كان «وحشة السجن ولا ذل السؤال».. عندما سألتهم: لِمَ لمْ يلجأوا للجمعيات الخيرية وبيت الزكاة؟ أحدهم قال بلا مبالغة «تجمع 25 ورقة عشان في الآخر يعطونك 200 دينار أو بتدخل أهل الخير 500 دينار»، المهندس رغم نبرات صوته المكسور من ثقل ما حصل معه قال: مديونية بـ 16 ألف دينار، كيف سأدفعها وأنا مدين بالفعل للبنك الذي رفض منحي قرضا لأن لدي قرضا سابقا.
على مدار ساعة استمعت لقصص مدينين، ليسوا بتجار مخدرات، ولا نصابين ولا سارقي أموال بالباطل ولم ينهبوا مشروعا ولم يتحايل أي منهم للحصول على مناقصة «ترضية»، والمبلغ الذي جمع الثلاثة لا يساوي ربع مناقصة مشروع فاشل من مشاريع حكومتنا، فالمبلغ لا يتعدى الـ 30 ألف دينار، أي أنه حتى لا يرقى لممارسة حكومية تلقى في جيب «صبي» تاجر مقرب منها.


(تحسبهم أغنياء من التعفف) شعارهم، وبضعة آلاف من الدنانير كسرتهم وألقتهم خلف القضبان، الأموال المطالبون بتسديدها هي ولا شك حقوق لأناس آخرين، ولكن هذه هي الحياة، ظروفها أحيانا قد تقلب الابيض أسود في لحظة.


قصص السجناء الثلاثة على اختصارها ليست سوى طرف جبل جليد مأساة اسمها المدينون، وغيرهم المئات.


توضيح الواضح: المطلوب بمليون دينار حر طليق، ورغم أنه يملك الملايين لا يسدد لأنه يعرف أن أحدا لن «يهوب صوبه»، كما يقول المصريون، ولكن المطلوب ببضعة آلاف بل ببضع مئات «يتلونه من علباه» ويرسل الى جهات التنفيذ، هنا لا أطلب سوى العدل في تطبيق القانون.


العدل فقط يرحمكم الله.