أقلامهم

بسام الشطي يسأل بلا مواربة: كم مردوخ عندنا؟!

كم مردوخ عندنا؟  
 
د. بسام الشطي
 
من المعلوم أن الدول الحديثة تقوم على ثلاثة محاور: السياسة، رأس المال، الإعلام.. فامبراطورية الإعلام في بريطانيا والتي يتزعمها روبرت مردوخ والتي تورطت في التنصت على أجهزة الاتصالات لشخصيات معينة في فضيحة كبيرة لم يسبق لها مثيل..
فالامبراطورية المردوخية استطاعت ان تجند ضباطا في الداخلية ومسؤولين كبار ومديري في شركات الاتصال ووصلوا إلى أكبر رأس له نفوذ حيث كان نائب الشركة مستشارا عند رئيس الوزراء.
روبرت مردوخ يميني متطرف، يعشق الصهيونية وملتزم بتوجهاتها ومبادئها كافة وداعم رئيسي لها، وداعم للحملات الانتخابية في بريطانيا وأميركا وتعتبر نيوز كورب واحدة من ثلاث مؤسسات عالمية تحرص جمعية الصداقة الأميركية الإسرائيلية «اللوبي اليهودي» على شكرها لدعمها الدولة العبرية إعلاميا واستثماريا وقد استلم روبرت مردوخ جوائز من جمعيات يهودية مختلفة.
لقد وصلت صفح ومجلات مردوخ «التايمز والصنداي تايمز والصن» – وهي من أكبر الصحف انتشارا وشعبية- إلى العالم كأول خبر يذاع، وقد تبين ان معظم الأخبار تسرق من التصنت وشرائها عبر مسؤولين ويملك 40 بالمئة من الإعلام البريطاني.
يملك مردوخ 25 مجلة من بينها «تي في جيد» ويكلني ستاندارد، مجلة المحافظين الجدد، ويملك 12 محطة تلفزيونية في أميركا وحدها «شبكة بي سكاي بي، وفيلكوم مالكة سي بي اس» وفوكس ذات التوجهات الصهيونية المناهضة للعرب والمسلمين ويشاهدها المتعصبون دينيا وقوميا»..
وتملك محطة دابركت تفي في التي يشاهدها نحو 12 مليون منزل، وقد حصل مردوخ على 6.8 مليارات دولار من لجنة الاتصالات الأميركية من هذه الاشتراكات ويملك شبكة فوكس الألمانية وكاندل فوكس في أميركا اللاتينية..
ويملك مردوخ دور نشر عالمية وخدمات الإنترنت، واشترى مجموعة مالي سبيس مقابل 580  مليون دولار، وتخصص في بيع وشراء العقارات وصل إلى ربع مليون عقار.
وذكرت الصحافة أنه وراء رفض بريطانيا للانضمام إلى العملة الأوروبية الموحدة اليورو مستخدما أساليب الترهيب والترغيب.
ويمتلك أكبر مزرعة للأغنام في أستراليا والمساهمة في شركة طيران استرالية كبرى وشراء نواد رياضية.
وعندما قام بطرد عدد كبير من الموظفين عام  1997  لم يرد عليه أحد أو لم يتخذ الحكومة في حقه أي اجراء خوفا من ردود أفعاله في الإعلام الذي يملكه.. ولم ينتقد الحكم الديكتاتوري في الصين حفاظا على مصالحه.
ويمتلك الملياردير الوليد بن طلال 5.46 بالمئة من أسهم مجموعة مردوخ وذلك من خلال ما تمتلكه شركة المملكة القابضة.. وتحقق شركة مردوخ 42 مليار دولار سنويا.
لم ينتقد أي عمل للحكومة الاسرائيلية المحتلة ضد الفلسطينين بل يبرر أعمالها دوما، ويحرض الحكومات الأوروبية ضد الامتداد الاسلامي في أوروبا ويحرض المواطنين للقيام بالضغط على حكوماتهم للوقوف ضد تحويل أوروبا إلى مظاهر اسلامية.
واليوم اتساءل كم صحيفة أو مؤسسة اعلامية تتعامل مع الحكومات إن اعطيت رضيت وان منعوها أو قلصت عنها الأموال رفضت وصاحت بأعلى ما تملك، والمسؤول الذي يعترضها أو لا يمشي على هواها تقوم بمحاربته وكم تشتري بعض الصحف الأخبار من المسؤولين وتراقبهم حتى اصبحت الجلسات السرية علانية، وكم تتلقى اموالا من بعض الدول والدفاع عن وجهات نظرهم أو تحسين صورتهم.. وكم تغيرت مصطلحات ومواقف من اجل المال وكم أوصلت بعض الصحف شخصيات إلى سلم السياسة وحصلت على مناقصات عن طريق الإعلام بالترغيب والتهديد!!